الإماراتية فاطمة الجسمي هي الأكثر تميزاً بين بنات جيلها, وواحدة من الفتيات العربيات اللواتي صعدن السلم من بدايته, وشققن طريقهن في مجال الإعلام الرياضي بجهد ومثابرة, وربما من أجل ذلك تمّ اختيارها لتكون مسؤولة الإعلام في مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة, كيف لا ! وهي ذات ثقافة واسعة, لباقة آسرة,ابتسامة مشرقة.
إلى الزميلة فاطمة اقتربنا ,محاولين أن نتعرف على سر نجاح دورة الألعاب العربية السابعة لأندية السيدات التي جرت مؤخراً في الشارقة, والتعرف إلى جوانب أكثر من شخصيتها في هذا الحوار, تابعوا معنا:
*- الشارقة كسبت التحدي ونجحت مؤخراً في تنظيم دورة الألعاب العربية لأندية السيدات وأثبتت أنّها على موعد مع التاريخ.. فما سر ذلك ؟
فعلاً الشارقة كسبت التحدي, وكانت على الموعد ونظمت النسخة السابعة بنجاح بشهادة الجميع والسر في ذلك هو التعاون والتكامل بين مؤسسات إمارة الشارقة, وبين المؤسسات المختلفة التي هي تحت إدارة رئيسة مؤسسة الشارقة الرياضية سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي,وهذا ما ساهم كثيراً في تحقيق التعاون وتضافر الجهود لإنجاح الدورة, التي عادت بعد انقطاع دام أربع سنوات, فوضعنا أمام أعيننا أهمية أن تكون هذه النسخة مميزة ومنظمة, نتطرق للجانب الفني وأهميته ورفعنا المستوى لهذه النسخة بحيث تكون جميع الفرق المشاركة على مستوى عال بهدف تأمين المنافسة والاحتكاك بين اللاعبات والفرق المشاركة, واكتساب المهارات والخبرات, وكذلك الأمر بالنسبة للطواقم الفنية والإدارية التي تواجدت في إمارة الشارقة .
*- كيف ستنعكس استضافة الشارقة الناجحة لـ"عربية السيدات" على مستقبل الرياضة النسائية العربية؟
بحسب تجربتنا في تنظيم الدورة على مدار السنوات السابقة وإيمان الشارقة بأهمية "عربية السيدات" واستدامة دورة الألعاب واستضافة الأشقاء العرب نحن اليوم نتطرق لعدة جوانب في الرياضة النسائية من خلال مشاهدة الجانب الفني والإداري والإعلامي والبحوث وعلوم ورياضة المرأة كل هذه الأمور بتنا نأخذها بعين الاعتبار بحيث نعمل على تطويرها ونسهم بطريقة إيجابية في استثمار هذه الموارد الموجودة اليوم لصناعة مستقبل مضيء للرياضة النسائية العربية.
*- ماتقييمك للتغطية الإعلامية التي حظيت بها الدورة في مختلف وسائل الإعلامية المحلية والعربية؟
سعيدون بهذه التغطية ودائماً أنوه بأنّ الإعلام هو شريكنا وذراعنا اليمين في نشر دورة الألعاب ورياضة المرأة والثقافة الرياضية وأهمية ممارسة المرأة للرياضة وأيضاً دعمها بحيث تحظى بهذا التسليط الكبير لجهود المرأة اليوم ,كما كان شعار الدورة " لكل بطلة حكاية ترويها الملاعب" واليوم هذه الحكايات روت وفعلاً كانت موجودة وأثبتت جدارتها ومهاراتها واستمتعنا كثيراً بالمباريات والتغطية الإعلامية المميزة لها من قبل جميع وسائل الإعلام ومن الوفد الإعلامي الذي استضفناه وأظهر تفانياً كبيراً في تغطية جميع تفاصيل الدورة
*- كيف ستعملون على استمرار قنوات التواصل مع الإعلام بعد انتهاء فعاليات الدورة لمتابعة تغطية أخبار وأنشطة مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة؟
نؤكد دائماً على التواصل مع الإعلام الذي لا غنى عنه بالتأكيد لتغطية فعاليات الدورة أو حتى أخبار أنشطة مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة وأيضاً نادي الشارقة الرياضي للمرأة وكل الفعاليات والمؤتمرات وأي شيء يكون فيه خدمة لرياضة المرأة.
*- ماهو حجم الكادر الإعلامي العامل في المؤسسة وكيف تعملون على صقل مهاراته؟
الكادر الإعلامي الموجود اليوم في إدارة الاتصال المؤسسي يضم قسمين قسم الإعلام والعلاقات العامة وقسم التسويق يضم العديد من الموظفين لتغطية جميع الجوانب سواء أكان الإعلام التقليدي أو الإعلام الجديد وأقصد به مواقع التواصل الاجتماعي ,نمتلك كفاءات فعالة والأمر لايتعلق بالعدد بقدر المهنية والفعالية التي يتمتع بها الموظف الذي يعمل بالإعلام الرياضي الهام ونحن نهتم دائماً بصقل مهاراتهم واتباعهم للعديد من الدورات والورش الخاصة بالإعلام الرياضي والتسويق وكل الأمور المتعلقة بمستجدات هذا الجانب وأيضاً في جانب التحدث فكان لدينا دبلوم للمتحدث الرسمي وصقل مهارات المتحدثين الذين يعملون في المؤسسة والنادي وأيضاً كان لدينا مشروع الظهور الإعلامي الذي كنا نسلط الضوء فيه على الطاقم الإداري والفني وأيضاً اللاعبات وتدريبهن كيف يتعاملن مع الإعلام والتحدث إليه .
*- إلى أين وصلت رياضة المرأة في الشارقة؟ وكيف تعمل مؤسسة الشارقة لرياضة المرأة على الارتقاء بواقع الرياضة النسائية؟
نمتلك خططاً واستراتيجيات واضحة وخارطة طريق للوصول إلى أولمبياد 2032 ,على مدى عشرة أعوام فكانت المرحلة الأولى هي "عربية السيدات السابعة" وأيضاً لدينا منافسات خليجية وطموحنا أن نرى علم الإمارات في الأولمبياد ترفعه إحدى لاعباتنا أوعدد منهن يشاركن ويحققن نتيجة جيدة لكن هذا الأمر يحتاج إلى الصبر ونحن الآن نعمل بوجود خبراء مختصين في كل الجوانب إضافة لإطلاعنا على تجارب عربية وخليجية وآسيوية وعالمية والتواجد في معسكرات ومؤتمرات وندوات مختلفة جميعها ستساعد في أن يكون الارتقاء واقعي للرياضة النسائية بالتسلسل وبخطوات واثقة.
*- الإعلام مجال مهني صعب جداً، لكن لماذا احترفت فاطمة الجسمي الإعلام الرياضي بالذات ؟
بالفعل الإعلام مجال ليس سهلاً بالنسبة للمرأة وخاصة عندما نتكلم عن الإعلام الرياضي الذي هو مختلف تماماً,بالنسبة لي تخصصت في جانب الاتصال المؤسسي وعملت في جانب أمني لمدة تسع سنوات فهذا العمل الذي كنت أقوم به خلال هذه الفترة صقلني كثيراً في جانب التعامل مع الإعلام وكتابة الأخبار والكثير من الجوانب لكنني انتقلت منذ سبع سنوات تقريباً إلى القطاع الرياضي الذي هو مختلف تماماً باحتياجاته ومتطلباته واليوم نتحدث عن الإعلام الرياضي الخاص برياضة المرأة الذي له خصوصية أكبر ونطلع الآن على العديد من التجارب التي هي حولنا محلية أوعربية وعلى الإعلام العالمي لنشاهد التجارب الموجودة واستخلاص نموذج خاص بنا للمرأة الرياضية العربية والخليجية والإماراتية بالتحديد.
*- الإعلام هو الجناح الذي لا يمكن للرياضة أن تحلق من دونه والعكس صحيح..مارأيك بهذه المقولة؟
الإعلام كما ذكرت هو الذراع لنجاح الرياضة اليوم ودوره مهم في تسليط الضوء على اللاعبات وأية لعبة أو أي توجه يتم التأثير بشكل مباشر على الثقافة الرياضية في المجتمعات فأهمية الاعلام اليوم في تسليط الضوء على رياضة المرأة يسهم بشكل كبير ويساعدنا في اختصار الكثير من الوقت والجهد في حال كان التعاون والدعم وتسليط الضوء أكبر على هذا الجانب بحيث نساهم في نشر الوعي المجتمعي بأهمية ممارسة المرأة للرياضة وأيضاً ما يمكن أن تقدمه المرأة اليوم في حمل علم بلدها في المنصات العالمية.
*- ما رسالتك للمرأة من خلال تجربتك في العمل الرياضي؟
أؤمن بأن المرأة تمتلك القدرة على التواجد في كل القطاعات واليوم تواجدها يعكس اهتمامها وهي تتحدى نفسها وتنافس نفسها, اليوم كل المجالات متاحة وتوجد العديد من الفرص في الجانب الرياضي ويسرنا تواجد العديد من النساء المهتمات في الجانب الرياضي وخاصة رياضة المرأة على الرغم من صعوبة القطاع اليوم ولكن لكل مؤمنة برياضة المرأة ودعمها للاعبات وإسهامها في أنها كإمرأة تدعم امرأة آخرى أنها تصل إلى منصات التتويج أقول لها "حياك الله في جانب العمل الرياضي"
*- ما نصيحتك ووصفة النجاح التي توجهينها للفتاة الإماراتية والعربية؟
الفتاة الإماراتية والعربية اليوم وصلت بقادتنا المؤمنين بقدرتنا في الوصول إلى مانرغب فيه وأنا أؤمن أن أية امرأة عندها أي حلم أو رغبة أنها ستصل إليها لكن المطلوب منها أن تركز وتجتهد ورأينا العديد من النماذج الموجودة في الجانب الإماراتي وأيضاً العربي تؤكد على نجاح المرأة في الوصول وتحقيق أحلامها بما ترغب فيه على ألا تقارن نفسها بغيرها وإنما تقارن الإنجاز الذي تحقق بإنجازها السابق وكيف يمكن أن تغذي أيضاً نقاط موجودة عندها أكثر كي تساهم في وصولها.
*- أمام هموم العمل.. ماهي هواياتك واهتماماتك؟
أنا إنسانة أحب أن أكون اجتماعية والتواجد بجانب العائلة دائماً ومن اهتماماتي السفر للإطلاع على ثقافات الدول إلى جانب ممارسة رياضة السباحة
*- ما أبرز صفة في شخصيتك؟
المرونة التي اكتسبتها على مدى هذه السنوات كلها, في التكيف لمختلف الأوضاع وجانب العمل الرياضي على متغيراته الدائمة والذي تمر فيه مرونتي ساهمت كثير في التعامل مع المواقف الصعبة ومع التحديات ومع الشخصيات ومع الكثير من المشاريع وهذه المرونة ساهمت بشكل كبير في وصولي للنجاح.
*- خلف كل نجاح شخص، من وقف خلف تحقيق هدفك ودعمك؟
لتحقيق أي هدف ونجاح يجب على الشخص نفسه أن يكون واقفاً مع نفسه بالتفكير الإيجابي وأن يهتم في أنه يعطي نفسه الفرصة والموارد ويؤمن بثقته وإرادته وصراحة فإن من أقوى المساهمين في نجاحي اليوم هما والدي ووالدتي إيمانهما وطريقة تفكيرهما المختلفة وتربيتهما لنا منذ الصغر بطريقة مختلفة أنهم أعطونا المساحة للاختيار ولتجربة الأمور في الحياة في أن نخوضها بدون أي تحكم وتدخل وكنا نتشاور دائماً في كل صغيرة وكبيرة أعطونا المساحة في أن نبدي رأينا وأننا نقدر أن نعبر فهذا ساهم كثيراً بوصولي لهذا النجاح فشكراً لوالدي على تهيئتهما البيئة المناسبة في أن أكون اليوم بهذا المستوى وأصل لهذا النجاح .
*- ماشعارك في الحياة؟
لايوجد لديّ شعار وإنما أؤمن بالأثر ودائماً اسأل الله أن يكون لي الأثر الطيب الإيجابي في نفوس الناس وفي المكان الذي أتواجد فيه وأن الله سبحانه وتعالى يجعل وجودي في أي مكان فيه خير وبركة وتأثير وأثر إيجابي
*- مامدى ارتفاع الحواجز أمام طموحاتك؟
بالنسبة لطموحاتي لا أرى أية حواجز موجودة كي ترتفع ,كل الأمور التي كنت أرغب أن أصل إليها أو أعمل عليها استطعت فعل ذلك ,فعندما يمتلك الإنسان الإيمان القوي بأي شيء يريد تحقيقه أو أن يتواجد فيه سيتمكن من ذلك ولكن إذا كان عندك أي خوف أو مشاعر سلبية تخلق الحواجز هذه التي تحدثت عنها.
*- ماسر ابتسامتك الدائمة؟
هي جزء من هويتي أحب ابتسامتي وأراها تنم عن شخصيتي, أحب نشر البهجة والابتسامة والتفاؤل,كفاطمة مررت بتجارب كثيرة منذ كنت صغيرة ,كنت أدرس وأعمل في الوقت نفسه اشتغلت على شخصيتي ومهاراتي كنت "استحي مثل ما يقولون" أنني لست اجتماعية ولا أتكلم في التجمعات لكن اليوم وصلت لمرحلة على كثرة التحديات ومامررت به في هذه الحياة جعلت ابتسامتي في وجه أي أحد أراه أو ألتقيه حتى نفسي استقبلها بإبتسامة هذه طبيعة شخصيتي اليوم أن أكون مبتسمة دائماً رغم كل الظروف التي يمر بها الإنسان لكن عليه أن يذكر نفسه أن كل شيء سيمر وأية صعوبات هي مؤقتة ,وبالنهاية أنا من بنات إمارة الشارقة التي نقول فيها دائماً "ابتسم أنت في الشارقة", ولا أدري قد تكون هذه المقولة هي سر ابتسامتي.
صفوان الهندي