إنانا سليمان: أطمح إلى ذهب العالمية وهذا مايحتاجه السباح السوري

بتاريخ: 2020-10-07
text

سمكة سورية الذهبية إنانا سليمان (16 عاماً) إلى العلن، وباتت تحت المجهر المعوّل عليه رفع اسم سورية عالياً في الخارج وتسجيل أهداف رياضية مشرفة في سجله التاريخي، بعد تحطيمها ل (15) رقماً سورياً في سباقات السباحة المختلفة بفضل متابعة وإشراف والدتها البطلة العالمية باللعبة لبنى معلا.
تضيء كشمس متألقة بالحضور الجريء والثقافة الواسعة واللباقة الآسرة فأهم مايلفت النظر لشخصيتها جرأتها وتلقائيتها التي تتعامل فيها مع الجميع.. استضفناها وكان هذا الحوار فلنقلب أوراقه..

*- كيف كانت بدايتك الأولى في السباحة ؟ ولمن يعود الفضل في وصولك إلى المستوى الذي وصلت إليه الآن؟
بدايتي في السباحة كانت منذ نعومة أظافري عندما كان عمري ثلاث سنوات والدتي البطلة العالمية لبنى معلا التي اكتشف موهبتي وعلمتني مهارات السباحة وصبرت كثيراً عليّ وكانت ترافقني بشكل يومي للمسبح فكانت بداية انطلاقتي في حب رياضة السباحة وانخرطت في التدريب وتعليم مهارات السباحة الأساسية بالشكل الصحيح حتى وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم بعد جهد وتدريب وتعب 16 عاماً.

*- هل لك أن تعطينا نبذة عن البطولات التي شاركت فيها.. وماهي الأرقام القياسية التي سجلتهيا مؤخراُ ؟
بداياتي في السباحة كانت ببطولات محلية (الجمهورية) وعندها اكتشفت موهبتي لأنني أحرزت ميداليات ذهبية بأرقام جيدة بعدها شاركت ببطولة دولية في إيران وتأهلت للنهائي بكل سباقاتي وأحرزت المركز الرابع بفارق ثانية عن المركز الثالث ثم شاركت ببطولة الصين العالمية وقمت بتحسين أرقامي وبعدها ببطولة هنغاريا العالمية للناشئين وحطمت أرقامي السابقة وآخر مشاركة لي العام الماضي ببطولة أسيا في الهند أحرزت المركز السادس.
وبالنسبة للأرقام السورية لديّ 15 رقماً جميعهم مسجلين باسمي سباق ٢٠٠ ظهر و٢٠٠ فراشة و400 متنوع و٤٠٠ حرة و ٢٠٠ صدر و ٢٠٠ متنوع و ٨٠٠ حرة و ١٥٠٠ حرة وطبعاً حطمت هذه الأرقام بأكثر من فئة وبعضهم أرقاماً مطلقة (لكل الفئات) لهذا أصبحوا ١٥ رقماً وبعض هذه الأرقام مسجلة منذ فترة زمنية طويلة ولم تحطم من حوالي ١٦ عاماً.

*- ماهو شعورك عندما حطمت هذه الأرقام .. وهل كنت تتوقعين إحراز هذه النتائج؟
شعوري لا يوصف لأنّ التعب المشترك والتعاون كل لحظة بيني وبين والدتي ومدربي أيمن النمر وحسام سلوم أثمر بالفرح والفخر بهذه الإنجازات واستطعت تحطيم ستة أرقام سورية ببطولة واحدة وكنت متوقعة إحراز هذه النتائج طبعاً لأننا اعتمدنا خطة علمية مدروسة..

*- أنت من عائلة جميعها أبطال في السباحة فمامدى تأثرك بذلك سيما وأن والدتك البطلة لبنى معلا ترافقك دائماً وتشرف على تدريباتك؟
طبعاً بما أنّ عائلتي معلا لهم تاريخ منفرد ومتميز بالسباحة فهذا الأمر كان له التأثير الكبير عليّ فوالدتي كانت بطلة عالمية أحرزت ميداليات ذهبية ومراكز أولى بسباقات طويلة مثل ٨٠ كم و٤٥ كم ومراكز متقدمة في سباقات كثيرة فلديها خبرة واسعة ودقيقة استفدت منها كثيراً خاصة وأنها تشرف على تدريبي باستمرار..

*- ما الذي ينقص السباحين السوريين لكي ينافسوا بقوة على المستوى العالمي والأولمبي برأيك؟
أولاً وأهم شيء المشاركات الخارجية دائماً..نرى أبطال العالم يتنقلون من بلد لأخر ضمن معسكرات تدريبية مستمرة ونحن نفتقد الاحتكاك الخارجي إضافة إلى أشياء أساسية بالطبع.. كأجهزة العلاج وبرامج ومواد الغذاء.. كل هذا أصبح من بديهيات نجاح الرياضي وهي غير موجودة لدينا ولاننسى أهمية وجود مدرب أجنبي إلى جانب الخبرات الوطنية.

*- هل للحظ عامل ودور في الرياضات الفردية وخصوصاً السباحة؟
لا مكان للحظ نهائياً في رياضة السباحة والألعاب الفردية بشكل عام وهي نتاج جهد شخصي وفردي والسباحة من الرياضات التي تعتمد فقط على التمرين والتركيز والدقة الكاملة هي معادلة رياضية ١+١=٢ .

*- هل هناك اهتمام بالفئات العمرية في سورية؟ وهل هناك أسماء جاهزة لتخلف هشام المصري وأيمن كلزية وبيان جمعة... وغيرهم الكثير في المسابقات العالمية مستقبلاً؟
هناك مجموعة متميزة من السباحين والسباحات الصغار يتدربون باستمرار وإذا تمّ تأمين الرعاية المناسبة لهم سيصلون لمراكز متقدمة وتحقيق النتائج الجيدة.. حالياً لا أستطيع أن أسمي خليفة للأسماء التي ذكرتها في السباحة السورية لكنني أتمنى أن نرى مشروع بطل أو بطلة في أقرب وقت.

*- نسمع عن الكثير من مدارس تعليم السباحة ..فهل تحقق هذه المدارس هدفها في دعم رياضة السباحة ورفدها بلاعبين جدد أم هدفها تجاري بحت؟
بالتأكيد، الكثيرون يحاولون تطوير رياضة السباحة.. حتى والدتي قامت بافتتاح أكاديمية إنانا لتعليم السباحة في دمشق وأنا تخرجت منها على أمل أن نرى 5 – 6 من خريجي الأكاديمية في عداد المنتخب في المستقبل.

*- هل صحيح أن الممارس للعبة في سن مبكرة يزيد نسبة نجاحه من المتأخر في ممارستها؟
هذا الكلام صحيح لأنّ الشخص اذا تعود قلبه و جسمه على التعب منذ الصغر يعطي نتائج أكثر عندما يكبر وقوة التحمل تزداد لديه ومن الممكن وجود طفرات تتعلم في الكبر وتعطي نتائج خاصة في أوروبا لأنهم يمتلكون أنظمة متطورة جداً.

*- معظم من يمارس رياضة السباحة هم من الهواة فكيف يمكن أن نعزز ثقافة ممارسة هذه اللعبة وندخل إليها الخطط والبرامج التي تعتمد على الأسلوب العلمي؟
هذا السؤال مهم وواقعي لأنني أرى كثيرين لايهتمون بالرياضة في بلدنا ولايتابعون أخبارها وحتى نعزز ثقافة الرياضة ونسلط الاهتمام عليها يجب الاستفادة من الأنظمة المتطورة خارجياً ومحاولة توفيرها عندنا مع الكوادر إضافة لوجود المحفزات التي تجذب الناس ليصبحوا رياضيين حيث السباحة والرياضات الاخرى أصبحت صناعة بأسلوب علمي متطور وليس بشكل عشوائي.

*- ما هو الحلم الذي تطمحين لتحقيقه على المستويين الشخصي والرياضي؟
حلمي أن أصبح بطلة في السباحة على مستوى عالمي وأرفع علم سورية في جميع المحافل الدولية وهذا الأمر ليس ببعيد ما دام هناك إرادة وتصميم واستمرارية في التدريب إضافة إلى متابعة الدراسة التي هي أساس نجاح الفرد بحياته وأتمنى أن أدرس مجال يفيدني في حياتي ويساعدني بالسباحة كدكتورة تغذية أو صيدلانية.
صفوان الهندي

 

اضافة تعليق

back-top