استفتاء لموقع الاتحاد الآسيوي حول أكثر الأندية السورية شعبية ومادة عن تاريخ اندية الاتحاد الوحدة الكرامة والجيش

بتاريخ: 2020-05-02
text

 فرضت كرة القدم السورية حضورها القوي في منطقة غرب آسيا على مستوى التنافس الكبير بين أنديتها على الصعيد المحلي، فتحظى اللعبة الشعبية الأولى في البلاد بشغف حقيقي من الجماهير التي تشكل عصباً حيوياً لهذه الرياضة.
ويقوم الموقع الالكتروني في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بنشر سلسلة من التقارير حول الأندية التي تحظى بشعبية كبيرة في منطقة غرب آسيا، حيث يتناول التقرير التالي الأندية الأكثر شعبية في سوريا.
ويأتي نشر هذه التقارير، للإجابة على تساؤلات الجماهير التي تطرح في بعض الأحيان أسئلة عند نشر أي استفتاء حول أبرز اللاعبين وأجمل الأهداف وأفضل الإنجازات، حيث يعتبرون أن النتيجة النهائية تكون غالباً مبنية على أن الفائز في الاستفتاء يتأثر بشعبية النادي. ولهذا قررنا طرح السؤال بشكل مباشر، حول أكثر الأندية التي تمتلك شعبية في بلدانها.
ويسلط هذا التقرير الضوء على أكثر الأندية السورية التي تتمتع بشعبية جارفة سواء من حيث عدد البطولات والألقاب التاريخية والحضور الجماهيري، وبعد البحث والتدقيق، والحديث مع عدد من المتخصيين في الإعلام الرياضي بسوريا، وقع الاختيار على أندية الجيش والكرامة والوحدة والاتحاد.
ويمكن لقراء الموقع وعشاق كرة القدم السورية المشاركة في الاقتراع لأكثر ناد يتمتع بشعبية في سوريا من خلال التصويت الذي سيمتد حتى يوم الخميس 7 أيار/مايو، الساعة 10 مساء بتوقيت سوريا.
الكرامة
من أبرز الفرق السورية التي لها مكانة مميزة على الساحة الكروية في البلاد، حيث تزخر خزائنه بـ (8) ألقاب لبطولة الدوري ومثلها لكأس الجمهورية ويتمتع بشعبية مميزة ساهمت في صناعة هوية خاصة للفريق.
تأسس نادي الكرامة في العام 1928 وكان حينها يُسمى بنادي خالد بن الوليد، حتى جاء قرار دمج عدة أندية تمثل مدينة حمص معقل الفريق تحت مسمى الكرامة عام 1971.
وتستذكر جماهير الكرامة جيداً المشاركة المميزة للفريق في بطولة دوري أبطال آسيا عام 2006 والتي كان قاب قوسين أو أدنى للظفر بلقبها، لكن أحلامه تبخرت بعد أن ظفر بالكأس فريق تشونبوك هيونداي الكوري الجنوبي الذي تفوق ذهاباً (2-0) وخسر في الإياب (1-2).
كما عاند الحظ مرة أخرى فريق الكرامة في العام 2009 حينما خسر المباراة النهائية لمسابقة كأس الاتحاد الآسيوي أمام فريق الكويت الكويتي (1-2).
ويعتبر جهاد الحسين من أبرز اللاعبين الذين مروا على فريق الكرامة وحقق معه العديد من الإنجازات، كما تُوج كأفضل لاعب في سوريا ثلاث مرات متتالية أعوام (2006، 2007، 2008)، وقدم قدم الفريق أسماءً لامعة من بينهم تامر اللوز وعبدالنافع حموية وغيرهم ممن صنعوا تاريخاً رياضياً للنادي.
الاتحاد
كان لفريق الاتحاد دوراً بارزاً في صناعة كيان الكرة السورية ومثل قطباً مهماً على خارطة المنافسة المحلية التي ظفر بلقب الدوري في ست مناسبات، بالإضافة لتحقيقه لقب كأس الجمهورية (9) مرات ويعتبر صاحب الرقم القياسي في تلك المسابقة مناصفة مع الجيش.
تأسس فريق الاتحاد في العام 1949 وهو الواجهة الكروية لمدينة حلب وقدم الكثير من الأسماء اللامعة أبرزهم محمد عفش الذي خاض تجربة احترافية في اليونان وسبق أن تولى رئاسة النادي لاحقاً، بالإضافة لأنس الصاري ومحمد جقلان وغيرهم من النجوم.
في العام 2010 أعاد فريق الاتحاد الكرة السورية إلى الواجهة القارية من جديد حينما ظفر بكأس الإتحاد الآسيوي بعد تغلبه في المباراة النهائية على القادسية الكويتي بركلات الجزاء الترجيحية (4-2) بعد زمن اللقاء بالتعادل الإيجابي (1-1) ليخطف اللقب عن جدارة واستحقاق.
الوحدة
تأسس فريق الوحدة في دمشق عام 1928 وقدم الكثير لكرة القدم السورية خلال تلك السنوات الطويلة وتحديداً في القرن الجديد التي أحرز فيه لقب الدوري مرتين موسمي (2003-2004) و (2013- 2014)، بالإضافة لتحقيقه لقب كأس الجمهورية (7) مرات.
وخسر الوحدة لقب كأس الاتحاد الآسيوي لصالح مواطنه الجيش في العام 2004 حيث لم يشفع له مشواره المميز في المسابقة بأن يكون أحد أبطالها التاريخيين رغم فوزه في لقاء الإياب للمباراة النهائية بهدف نجمه نبيل الشحمه، لتأثره بالخسارة التي تلقاها في الذهاب بثلاثة أهداف لهدفين.
ويرتبط اسم الوحدة بالكثير من النجوم الذين كان لهم بصمة في كرة القدم السورية أبرزهم القائد السابق لمنتخب سوريا نزار محروس وعساف خليفة، كما يبرز المهاجم المعروف ماهر السيد كأحد أهم اللاعبين الذين يتمتعون بشعبية واسعة لدى أنصار الفريق وممن ساهموا في تحقيق اللقب الأول للوحدة على مستوى بطولة الدوري، كما يتولى حالياً منصب رئيس النادي.
الجيش
يعتبر نادي الجيش الأكثر تحقيقاً للألقاب بعد أن ظفر بلقب الدوري (17) مرة منها خمسة متتالية منذ الموسم 2015 وحتى آخر نسخة من البطولة الموسم الماضي، بالإضافة لفوزه بلقب الكأس (9) مرات مما جعله يحتل الريادة عن جدارة واستحقاق.
تأسس فريق الجيش عام (1946) في دمشق، كما يعتبر أول فريق سوري يحرز لقب قاري بعد فوزه ببطولة كأس الإتحاد الآسيوي عام 2004 والتي قدم فيها مستويات رائعة للغاية.
في إنجازه القاري المشهود؛ لم يتعرض فريق الجيش للخسارة حتى وصل للمباراة النهائية التي واجه فيها مواطنه فريق الوحدة فانتصر في لقاء الذهاب (3-2) وخسر في مواجهة الإياب (0-1) ليُنصّب نفسه بطلاً للحدث الكروي القاري.
وقدم فريق الجيش أسماءً لامعة منها طارق جبان الذي حقق العديد من الألقاب مع النادي عندما كان لاعباً في صفوفه، وقاد الفريق مدرباً لتحقيق لقب الدوري الموسم الماضي، بالإضافة لأحمد عزام الذي يعتبر من أفضل اللاعبين الذين مروا على كرة القدم السورية.
ويعد محمد الواكد من أبرز اللاعبين في الآونة الأخيرة بفريق الجيش، والذي خطف الأضواء بقوة لا سيما بهدفه الذي لا يُنسى في مرمى فريق الجزيرة الأردني في ذهاب الدور قبل النهائي من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي الموسم الماضي، كما حقق لقب هداف الدوري الموسم الماضي بتسجيله 29 هدفاَ "رقم قياسي".
رأي الخبراء
ويلخص الإعلامي السوري مازن الهندي المشهد الكروي في سوريا، حيث أكد أن الاستقرار الفني والإداري والموارد الاقتصادية كانت أهم العوامل التي ساعدت فريق الجيش بأن يستحوذ على نصيب الأسد من الألقاب المحلية بالإضافة لحضور القوي على الساحة الخارجية.
وقال الهندي في تصريح للموقع الرسمي للاتحاد الآسيوي: تاريخياً كانت المنافسة بين الفرق في الدوري السوري لكرة القدم متعددة الأقطاب ومحصورة بين أسماء فرق محددة مع وجود طفرات لفرق أخرى ظهرت بقوة في فترات متقطعة مثل جبلة والشرطة والفتوة والحرية وتشرين وغيرها.
وأضاف: فريقا الكرامة والاتحاد كانا على الدوام من بين الفرق المتنافسة على الألقاب المحلية، ولدى الفريقين شعبية جارفة في مدينتي حمص وحلب، وساهما في تقديم الكثير من النجوم لكرة القدم السورية.
وأشار الهندي إلى الكثير من العوامل التي أدت إلى تغير خارطة المنافسة في سوريا، وتحديداً بعد الأحداث التي تعرضت لها البلاد منذ عام 2011، وتأثر مدينتي حمص وحلب بشكل مباشر، الأمر الذي أدى إلى بروز أندية أخرى مثل الوحدة والوثبة وتشرين الذي يتصدر ترتيب الدوري حالياً ويلامس حلم التتويج باللقب، كما كان منافساً شرساً على الألقاب في المواسم الثلاث الأخيرة.
في الجهة المقابلة يرى الإعلامي هاني سكر أن جماهير كرة القدم في سوريا تتابع اللعبة بشغف كبير وتمثل قاعدة مميزة ساهمت في صناعة هوية لكل ناد، وربما يمثل العامل الجغرافي الدور الأبرز في وجود أكثر من فريق لديه تلك الشعبية الواسعة على حد وصفه.
وقال سكر: حتى بداية الألفية الجديدة كانت فكرة نقل مباراتين في الدوري بوقت واحد تلفزيونياً غير موجودة، وبالتالي الاعتماد الأكبر للجمهور من أجل متابعة المباريات هو الذهاب إلى الملعب وهو ما ساعد على بناء قواعد جماهيرية للكثير من الأندية.
وأضاف: في سوريا من النادر أن تجد متفرجاً من مدينة يشجع فريقاً من مدينة أخرى حتى وإن كانت حظوظ فريقه معدومة بالمنافسة على الألقاب والبطولات، في الوقت الذي ينقسم فيه أبناء المدينة الواحدة على أكثر من فريق يمثلانها وهذا ما يؤكد أن التوزيع الجغرافي للأندية ساهم إلى حد كبير في ذلك التنوع المميز من ناحية الحضور الجماهيري للمباريات.
وتابع سكر حديثه: مع تحسن النقل التلفزيوني للمباريات وقدرة الأندية السورية على تحقيق إنجازات على المستوى الخارجي مثل وصول الجيش والوحدة إلى نهائي كأس الاتحاد الآسيوي عام 2004، ثم وصول الكرامة إلى نهائي دوري أبطال آسيا وفوز الاتحاد بلقب كأس الاتحاد، كان ذلك من أبرز العوامل التي حدّت قليلاً من شعبية الأندية بناء على التمثيل الجغرافي.
وكشف أن ظهور أجيال جديدة من المشجعين وتحديداً من عنصر الشباب الذين يميلون أكثر لتشجيع الأندية التي تفوز بالألقاب، عكس الأجيال السابقة التي تنتمي في حبها وتشجيعها للمدينة التي تمثل مسقط رأسها، وساهم ذلك في إيجاد منافسة أكبر بين الأندية في البلاد.

 

اضافة تعليق

back-top