الفنانة ميرنا ملوحي: الرياضة تشعرني بمتعة الحياة

بتاريخ: 2020-11-04
text

هي من الأصوات السورية الواعدة التي تبشر بموعد فني زاهر ومستقبل حافل بالإنجازات والتألق.. صوت جمع بين الإحساس المرهف والأداء الراقي والشخصية المتميزة والجريئة التي تتمتع بروح مرحة ووجه طفولي.. علاقتها بالأغنية ليست وظيفة أو هواية أو أداء واجب.. لكنها علاقة حب وتواصل واندماج وفهم وعطاء ..إنها ميرنا ملوحي صورة أصيلة وجميلة وصوت ملتزم ومؤثر في عالم الأغنية العربية التي تتهاوى اليوم تحت قصف الكلمات السخيفة والصور الهابطة التقيناها وحاولنا الإبحار في أعماقها واكتشاف خباياها..

*- لماذا اختارت ميرنا الدرب الصعب؟
ليس في الحياة دروباً سهلة .. ولا متعة في الحصول على شيئ إلا بصعوبة منذ الصغر استمع لأيقونات الغناء العربي أم كلثوم وفيروز ووردة وقد يكون ذلك لأنني تربيت على الاستماع لهذه الأغاني ولم يعد يستهويني غيرهم ..كما أنّ صوتي تدرّب على أغانيهم إضافة إلى أنني ابنة الكنيسة والكورال وألتزم بالترتيل الجماعي وهذا الشيء مع دعم الأهل ساعدني على المشي في الدرب الصعب كما قلت وأنا مرتاحة نفسياً به.

*- ما دور العائلة في حياتك منذ البداية ولمشوارك الآن ؟
دون دعم الأهل لايمكن أن أستمر .. والدي في البداية اعترض على دخولي عالم الفن لكنه عندما شاهدني أسلك الطريق الملتزم شجعني ويبقى دعم والدتي وإخوتي هو الأكبر وهم علموني أنّ الفن رسالة وعطاء وأنه أسمى هدية ربانية أعطاني إياها الله..

*- ما مفهوم التمرد على العادات حينما تختار المرأة أن تصبح مغنية أو مطربة في مجتمعاتها المحافظة ؟
شخصياً لا اعترف بمفهوم التمرد ماذا يعني لو أصبحت السيدة مطربة ، من تخرج عن خط الفن الهادف هو ذا التمرد وليس التمرد حينما نقدم رسالة ملتزمة ، أنا شخصياً حققت ما تمناه المحيطون حولي والكل كان متفهماً لعملي والرغبة التي اخترتها في حياتي .. قد يكون والدي كما ذكرت معترضاً في البداية لكنه شاهد الطريق الملتزم الذي سلكته وهذا ماخفف الكثير سيما وأنني ابنة بلدة ريفية هي وادي النصارى.

*- هل زحام الأصوات الغنائية في مصلحة الأغنية أم ضدها؟
ازدحام الأصوات الجيدة حالة صحّية وهي لاتقف في وجه الفنان الذي اتخذ الخط الملتزم ولن يحيد عنه وكلما كانت هناك أصوات جميلة كانت المنافسة أكبر والساحة الفنية تتسع للجميع والاستمرارية ستكون لمن يقدم الأفضل.. بالنهاية الصوت الجيد يفرض نفسه عكس بعض من يفرضون على أسماع الناس وتتحمل مسؤولياتهم المحطات العربية..

*- لكل صوت بصمة تعبر عنه وتؤكد ملامحه وتبرز جماله وتحقق نجوميته .. ماهي البصمة التي تحلمين في تقديمها من خلال غنائك؟
من الضروري أن يكون لكل فنان بصمة خاصة به حتى لايضيع وأنا منذ بداياتي الجميع نصحني أن أختار نمطاً وأستمر فيه حتى يحفظ الجمهور صوتي وبصمتي ويعرفون ماذا أغني.. يجب على كل فنان أن تكون له بصمة ولايقلد أحداً حتى يضمن الاستمرارية والنجاح..

*- وما اللون الغنائي الذي تجدين نفسك فيه أم أنك من أنصار التنويع؟
أعتقد بصمتي بخصوصية نوع الصوت فالكثير مُجرّد أن يسمعوا الصوت يعرفونني قبل الصورة , لست من أنصار التنويع وعلى كل فنان أن ينفرد بهوية فنية خاصة به فأنا مثلاً أغني الكلاسيك والطربي وهو الأصعب برأيي ولو أخذت وقتاً أطول للانتشار لكن في النهاية أقدّم شيئاً يرضيني ويرضي جمهوري.

*- مامقومات نجاح الأغنية من وجهة نظرك؟ وهل تؤمنين بعامل الحظ؟
لا أؤمن بعامل الحظ.. كل أغنية تأخذ نصيبها من النجاح ويبقى عامل الخيار الصائب المرتكز على الكلمة واللحن والتوزيع وطبعاً لاننسى التسويق الذي هو غائب للأسف في قنواتنا المحلية التي هي غير متابعة بشكل جيد خارجياً والدعم المادي عبر شركات الإنتاج وهي عوامل هامة في نجاح أية أغنية وانتشارها.

*- كيف تقييمين أداء الأغنية العربية في الوقت الحالي ؟
الأغنية العربية رصيدها الحضاري متجذر حتى وإن شابها بعض ممن اساؤوا لها وقدموا غناء سطحياً كثيراً وأنا لا أسميها أغاني بل هي حالات سلبية في الفن لأن الفن دوماً فيه الجيد وفيه الممتاز وفيه الردئ ، والأهم هو من يستمر في الغناء ومن يستطيع البقاء في ذهن الناس.

*- من الذي يمكنه إيقاف هذا القصف العنيف من الأغاني الهابطة ؟
الجمهور الذي يجب أن يكون أكثر وعياً، والقنوات الفضائية وشركات الإنتاج أن تكون أكثر دقة في اختيار الأصوات التي تقدمها للجمهور إضافة لاستمرار الأصوات الملتزمة التي تقدم الطرب والكلاسيك ولم يتأثروا بالموجة السائدة وبالنهاية لن يستمر إلا الشيء الصحيح.

*- كيف تنظرين إلى مسألة المنافسة؟
المنافسة ضرورية ومطلوبة وهي تعطي الدافع للنجاح والتميز وتقديم الأفضل شرط أن تكون شريفة لاتوجد فيها عداوات

*- ماجديدك؟
أحضر لأغنية جديدة بعنوان (أنساك) أصبحت شبه جاهزة من كلمات رامي كوسا وألحان غابي صهيوني وتوزيع طارق سكيكر

*- ما الحلم الذي يراودك ولن تتخلي عنه؟
أحلامي بسيطة كأي فنان أخر إنتاح ألبومات راقية والغناء على مسارح مهمة نقدم الفن السوري الأصيل للعالم لاسيما في ظل الوضع الراهن وفرض العقوبات على سورية والمنع من السفر لدول كثيرة ..أتمنى أن تكون أزمة وتمر بأسرع وقت ونعود لنقدم الفن السوري وتعود الأضواء على الكثير من الفنانين الموهوبين الذين ظلموا بسبب عدم تسليط الأضواء والإعلام عليهم.

*- ماذا تقولين لنفسك عندما تواجهين جمهورك؟
أفرح و أتفاءل لأنني أحب الحب ..وأحب فكرة أنّ هناك أناساً يحبونك عن بعد ودون أية مصلحة أو هدف.. يحبّونك لمجرّد أنهم شاهدوك وأعطيتهم إحساساً بالسعادة..

*- هل لك اهتمامات رياضية؟
أحب كرة المضرب ومتابعة مسابقات الفروسية والفورمولا ون والرياضة أكثر شيء تشعرني بمتعة الحياة..

*- فماذا تقدم لك ممارسة الرياضة كفنانة؟
الجسم الجميل ،الرشاقة، النفس القوي للغناء، قدرة الوقوف على المسرح أكثر من ساعة دون تعب...حتى إذا لم أمارس الرياضة لكني أمشي يومياً ..

*- أخيراً.. إلى أين يتجه طموحك الفني؟
ليس له نهاية وكل يوم يزداد عن الآخر ..لكن يبقى الأهم تقديم الفن السوري الأصيل بالشكل الصح.
صفوان الهندي

 

اضافة تعليق

back-top