يحمل المغترب السوري في استراليا نضال اليوسف ضمن سجله الرياضي رصيدا مميزا بلعبة الجمباز ومشوارا حافلا جمع فيه بين اللاعب والمدرب والحكم .
ويروي اليوسف كيف بدأ مع لعبة الجمباز منتصف سبعينيات القرن الماضي كلاعب يتلقى تدريبات ضمن صالة متواضعة جدا بمدرسة شكيب أرسلان بمدينة السويداء بإشراف المدرب مجيد حاتم كاشفا عن عدم قبوله للانضمام للفريق الرياضي آنذاك في بادئ الأمر لكن إصراره وشغفه باللعبة ساعده على تجاوز كل الصعاب حيث أثبت جدارته خلال فترة زمنية لا تتجاوز السنتين ليمثل عام 1979 المحافظة في بطولة الجمهورية محققا نتائج جيدة و بعدها مثل المنتخب الوطني بالعديد من البطولات حتى عام 1984 مستمرا بالوقت نفسه بمساعدة المدرب مجيد حاتم بتدريب الفرق الصغيرة بالسويداء والتي سجلت نتائج ممتازة على مستوى الجمهورية لعدة سنوات .
ويضيف اليوسف أن طموحه لم يتوقف عند ممارسة الجمباز كلاعب بل انضم إلى اللجنة الفنية للعبة بالمحافظة حيث سعى لتطوير واقعها وفقا لإمكاناته الفنية.
وانطلاقا من حرص اليوسف على تطوير اللعبة قرر السفر حيث قصد لندن وهو في سن العشرين وبحوزته شهادة دولية بالتحكيم و شهادة مدرب بغية الدراسة في المعهد العالي للتربية الرياضية .
ويشير اليوسف إلى أنه عقب الانتهاء من الدراسة في لندن سافر إلى استراليا حيث بدأ أولا بالعمل كمدرب جمباز في ناد صغير مبينا كيف نجح رغم الصعوبات التي واجهته في الارتقاء بمستوى هذا النادي وجعله أفضل ناد في ولاية فيكتوريا كما حصلت خلال أقل من ثلاث سنوات لاعبة من النادي المشرف على تدريبه على بطولة استراليا عام 1992.
ويلفت اليوسف إلى أن هذه الخطوة الناجحة زادته إصرارا على العمل والمتابعة والمضي قدما لمواجهة الكثير من الصعوبات والعراقيل كاشفا عن نجاحه فيما بعد بتأسيس ناد خاص به عام 1997 و حصد نتائج باهرة على مستوى الفرق للبنات والبنين وذلك بعد إدراكه أن النادي الذي عمل به ليس له القدرة على المتابعة إلى المستوى الذي يطمح إليه.
ويبين اليوسف أنه حصل على شهادات تدريب وتحكيم دولية ونال عدة جوائز على مستوى استراليا منها أفضل مدرب عام 2002 وأفضل حكم لعام 2012 إضافة الى جائزة عليا عام 2014 وهي تعادل وسام الشرف وانتخابه أيضا رئيسا للمدربين في اللجنة الفنية لولاية فكتوريا بين أعوام 1993 و1998 ورئيسا للجنة الحكام عام 1999 وعضوا في اللجنة الفنية حتى عام 2014 حيث قدم استقالته و انضم للاتحاد السوري للجمباز.
وتمكن اليوسف من نقل اهتماماته الرياضية لأولاده ودفعهم كما يقول لكل عمل جيد يقومون به على الصعيد الدراسي و الرياضي و الاجتماعي ليكونوا ممثلين صالحين لبلدهم الحبيب سورية موضحا أن ابنه الكبير باسل 12 عاما كان أول مشاركة له في بطولة فيكتوريا وهو في الثامنة من عمرة حيث حصل على المركز الأول وتوج كأفضل لاعب لسنة 2012 و ما زال بطل فيكتوريا حتى الآن و ابنه الأصغر شام 8 سنوات حصل على المركز الثاني في بطولة فيكتوريا وهذه أول مشاركة له و كذلك هو متفوق في السباحة.
ويوضح اليوسف أنه رغم مشاركته بالعديد من البطولات الدولية كمدرب وحكم باسم استراليا كانت فرحته ناقصة لكونه لم يمثل سورية مبينا أنه عندما علم أن الاتحاد السوري بحاجة لحكم دولي لم يتوان لحظة واحدة في الانسحاب من تمثيل استراليا ليمثل وطنه و كان أول تمثيل له لسورية في بطولة في روسيا السنة الماضية كما اشترك في بطولة العالم التي أقيمت في اسكتلندا بالشهر السابع العام الماضي.
ويلفت اليوسف إلى مدى سعادته لانتقائه للمشاركة مشرفا للحكام باسم سورية في أولمبياد البرازيل المقرر العام الحالي وذلك بعد نجاحه ببطولة العالم في اسكتلندا مشيرا إلى أن الاتحاد الدولي ينتقي أفضل حكام العالم من خلال تقييمهم في البطولات من ناحية إعطاء العلامات الصحيحة و النزاهة وعلى هذا الأساس تم انتقاؤه من بين 12 حكما.
وتبين عضو لجنة التحكيم العليا للسيدات في الاتحاد السوري للجمباز رانيا أبو فخر مدى افتخارهم بوجود حكم سوري متميز ومعطاء لبلده كنضال اليوسف الذي وصل إلى العالمية والشهرة باللعبة طامحا وتواقا لتحقيق المزيد من أجل سورية حيث امتلك مقومات الشخصية الناجحة في السعي للتميز والتمتع بالثقة بالنفس والإصرار لرفع علم الوطن في المحافل الدولية.
وتضيف أبو فخر أنه باختيار نضال اليوسف للمشاركة في أولمبياد البرازيل عام 2016 تكون سورية لأول مرة في تاريخ رياضة الجمباز تنال شرف المشاركة في الأولمبياد ليس فقط كحكم بل كمشرف على التحكيم مبدية اعتزازها باليوسف الذي نقل عضويته كحكم من الاتحاد الاسترالي إلى الاتحاد السوري بدافع عشقه لوطنه الحبيب
.
