سارة أسعد: هكذا نطور اهتمام المرأة بالرياضة كهدف للصحة والتنافس

بتاريخ: 2020-06-16
text

سارة أسعد .. فتاة مفعمة بالنشاط والحيوية، مؤمنة بأهمية رسالتها وهدفها في الحياة.. استطاعت بجرأتها وطموحها أن تجتاز كل الصعاب بحضورها اللافت وبفعل اشتغالها على نفسها وتدخل ميادين الرياضة والإعلام والموسيقا بكل ثقة وجدارة .. تسعى دائماً لتقديم الجديد والهادف والممتع.. ولم يكن نجاح سارة من فراغ كما أنّ الشهرة التي بدأت في تحقيقها لم تأت بالصدفة بل هي نتاج موهبة وجهد ودراسة وحسن اختيار لما تقدمه في المجالات الثلاثة..

 

*- في كل قصص النجاح هناك دائماً خطوة أولى تسبق كل نجاح.. كيف كان بداياتك في الرياضة والموسيقا والإعلام؟ وما الرابط بين الأنواع الثلاثة؟

بعد نجاحي في الشهادة الثانوية دخلت المعهد الموسيقي في اللاذقية بسبب شغفي بالموسيقا منذ الصغر وحبي الكبير لها وبعد التخرج تابعت القيام بالدورات التدريبية الرياضية في الأيروبيك التي شجعتني على القيام بها أختي الكبيرة حلا خريجة كلية التربية الرياضية فاتبعت عدة دورات في الأيروبيك والزومبا بإشراف المدربتين ثناء محمد ورانيا أرشيد وقمت بافتتاح ناد خاص بالأيروبيك والزومبا مع مجموعة من المدربين المختصين في مدينة جبلة وقد تكلل بالنجاح من جميع الناس ولم أقف عند ذلك بل تابعت مسيرتي العلمية والثقافيه بدراسة الإعلام في جامعة دمشق وهذه الخطوة بالنسبة لي مهمة جداً لأن الإعلام هو الشغف الأكبر منذ صغري مع الموسيقا وكل الناس كانت تشجعني على هذه الخطوة ويقولون (أنت يا سارة بيلبقلك تكوني إعلامية لأن وجهك مريح للمشاهد وثقافتك عالية).. طبعاً هناك ترابط كبير بين الموسيقا التي هي غذاء الروح وبين الرياضة التي هي غذاء الجسد وبين الإعلام الذي هو بحر كبير للثقافة وإغناء العقل بالأفكار غير المحدودة ونافذة مفتوحة على المجتمع وحرية الرأي العام .

 

*- مامدى دعم الأهل والعائلة لمسيرتك؟ وهل كان هناك اعتراض على دخول إحدى المهن الثلاث؟

عائلتي هم الداعم الأول لي.. والدي الذي كان النور المضيء في حياتي والمشجع الأول في جميع الأعمال التي أقوم بها ووالدتي التي وقفت إلى جانبي في جميع مراحل حياتي وأعطتني ومازالت تعطيني الحب الأنقى والصادق وأخوتي (حلا – زين - زينة) هم سندي وسعادتي وأنا أحبهم كثيراً ولم يكن هناك أي اعتراض على أية خطوة قمت بها بل كانوا مؤمنين بنجاحي ويقومون بتشجيعي دائماً.

 

*- نرى اليوم أن ممارسة الأيروبيك تشهد إقبالاً كبيراً من طرف السوريين من كلا الجنسين ومن مختلف الأعمار.. كيف تجدين هذا التبلور والتطور في وعي أفراد المجتمع لممارسة مختلف أنواه الرياضة وخاصة الأيروبيك؟

الرياضة هي عنصر أساسي في حياة الفرد كما قال الرئيس الراحل حافظ الأسد (إني أرى في الرياضة حياة) وحقيقة أصبحت مختلف الرياضات تستقطب أعداداً كبيرة من المنتسبين إليها غير أن الأيروبيك تبقى الأكثر شعبية وسط أفراد المجتمع وخاصة العنصر الأنثوي ويتجهن إلى هذا النوع تحديداً من الرياضات لإنقاص الوزن والمحافظة على الرشاقة وبالتالي المحافظة على صحتهم الجسدية ناهيك عن توفر الأندية والصالات على مختلف الجغرافية السورية الأمر الذي يخول النساء للقيام بالرياضة مثل الرجال وهذا ما أعتبره شخصياً تطوراً في ثقافة أفراد المجتمع وذهنياتهم المتعلقة بممارسة الرياضة.

 

*- في الماضي كانت النساء مجرد ممارسات للرياضة أكثر من كونهن مدربات.. أما اليوم فإننا نجد أن الكثيرات اتجهم نحو التدريب.. كيف تنظرين إلى هذا التطور الكبير الذي وصلت إليه المرأة السورية؟

من السهل أن نلاحظ الكم الهائل من النساء اللواتي لم يكتفين بممارسة الرياضة والأيروبيك على وجه الخصوص فقط بل اتجهن للتدريب بعد ذلك وأقول أنّ الأمر جيد إلى درجة معينة إذ من المستحسن طبعاً أن يتم توفير الكثير من قاعات الجيم الكافية ليمارس جميع أفراد المجتمع حقهم في الرباضة غير أنّ ما أود التركيز عليه دائماً هو ضرورة توفير مدربين مؤهلين يتولون مهمة التدريب وتخريج مدربين على درجة من المهنية والاحتراف ليؤدوا واجبهم على أكمل وجه مع الاعتراف بأنّ هناك صالات همها الوحيد كسب المال وتحويل قطاع الرياضة النبيل إلى تجارة.

 

*- كيف نطور اهتمام المرأة بالرياضة كهدف للصحة والتنافس ؟

بالتوعية والتثقيف وإقامة الندوات التي تركز على أهمية الرياضة التي هي أساس الشباب والدواء لجميع الأمراض وهذا مهم فكلما أبرزنا الجوانب الإيجابية للممارسة استطعنا أن نؤثر في اهتمام المرأة والاتجاه نحو ممارسة الرياضة ما يشكل مردوداً ايجابياً على صحتها وشخصيتها إضافة لاهتمام المؤسسات الأكاديمية في توفير الكادر التدريبي المؤهل القادر على إيجاد بطل سواء أكان رجلاً أم أنثى وفي الإطار التنافسي من المهم أن نشجع الاسرة على ممارسة أبنائها الرياضة.

 

*- الإعلام مجال مهني صعب جداً .. فلماذا قررت دراسته؟

الإعلام هو النافذة المفتوحة التي نطل بها على العالم بأكمله والحب الأكبر بالنسبة لي ورغم صعوبته الكبيرة لكن بإرادتي القوية سأتجاوز كل الصعاب.

 

*- هل تشجعين وجود العنصر النسائي في وسائل الإعلام الرياضية؟

المرأة استطاعت أن تثبت وجودها في كافة مجالات الحياة وأبدعت في ذلك ويأتي هذا الإبداع نتيجة إصرارها على بلوغ الكمال في كل شيء فقد كانت القنوات الرياضية مقتصرة على الكادر الرجالي فقط كون الرجل يبدي اهتماماً وتشجيعاً خاصاً للرياضة بكل أنواعها ولكن في السنوات الأخيرة رأينا المرأة تغزو هذه القنوات لتبحث عن التميز والتفرد ونجحت في رسم صورة متناسقة وكاملة عن دورها في نشر الوعي الرياضي عن طريق عملها في هذا المجال ولم تعد الإعلامية الرياضية قارئة لنص نشرة الأخبار الرياضية فقط بل تحلل وتطرح المشكلات الرياضية وقضايا الساعة بكل شفافية وموضوعية وهذا ما جعلها تتميز في مجالها.

 

*- كونك دارسة للموسيقا.. كيف يمكن المحافظة على التراث الموسيقي العربي؟

بتعليمه منذ الصغر لأطفالنا وتوثيق التراث وتسجيله وأرشفته وتثبيت كلماته وقصصه إضافة لتشجيع فرق التراث والفلكلور على الظهور من خلال وسائل الإعلام المختلفة.

 

*- كيف يمكن رفع مستوى التذوق الموسيقي عند الجمهور؟

عدم السماح ببث أو إذاعة أي عمل موسيقي أو غنائي يفتقر إلى الحس المطلوب الذي يؤثر مباشرة في المستمع والمشاهد وخصوصاً الطفل.

 

*- ما حكمتك بالحياة؟

اتق شر من أحسنت إليه

 

*- أين الخوف في حياتك وكيف تتعاملين معه؟

لاشيء يخيفني وأتعامل مع أي موضوع ببرودة أعصاب تامة وأعتقد أن الجرأة بشكل ما تصنع النجاح وعلى صعيد الحياة بشكل عام أخاف ممن لا يخافون الله.

 

*- ما الأشياء التي لا تسامحين بها؟

الكذب والخيانة

 

*- ماذا تحبين أن يهديك الآخرون؟

أجمل هدية تقدم لي معرفتهم بي من الداخل بشكل أفضل وألا ينظروا فقط إلى شكلي الخارجي.. أحب المفاجآت كثيراً ومهما كانت الهدية فهي شيء معنوي كبير بالنسبة لي قبل أن يكون مادياً.

 

*- هل تؤمنين بأن هناك صداقة حقيقية هذه الأيام؟ وهل أصبحت عملة نادرة هذه الأيام؟

نعم ..أؤمن أن هناك صداقات حقيقية لكن من النادر أن نعثر عليها وتكون نقيه ونظيفة في زمن المصالح. لديّ أصدقاء في حياتي وقفوا معي ولن أنسى دعمهم ووقوفهم إلى جانبي..

 

*- فمن هم أصدقاؤك؟

حلا – زين - زينة ثلاثة أصدقاء هم إخوتي

 

*- هل تستفيدين من أخطائك؟

نعم فلولا الأخطاء ما عرفنا الصواب.. الخطأ أن لم نتعلم منه سوف نعيد ارتكابه والشخص الذي يحب أن يكون بالمقدمة يجب أن لا يكرر نفس الخطأ أكثر من مرة بل يجب أن يكون الخطأ درساً لكي لا يتكرر ولكي يدفعنا للأمام

 

*- ما هي علاقتك بالمكياج والأزياء والأناقة ؟

أختار أزيائي بنفسي وأهتم بالمكياج والأناقة والأزياء باعتدال وبشكل غير مبالغ به وأنا برأيي الجمال الحقيقي في أن يكون الأنسان صادقاً مع نفسه ومقتنعاً أنّ الجمال هو جمال الروح..

 

*- ماهي مواصفات شريك العمر؟

أن يكون شخصاً أنيقاً يحب الحياة ..غير متقلب المزاج.. شهم وعصري.

 

*- أخيراً ما الخطوات المستقبلية التي تستعدّين لها؟

أن أصبح إعلامية على مستوى متميز وأدخل مجال التقديم التلفزيوني والإعلامي من أوسع أبوابه..

صفوان الهندي

 

اضافة تعليق

back-top