سوار دلهومي: التحكيم في بطولات الهواة أصعب أحياناً من تحكيم مباريات كأس العالم

بتاريخ: 2021-01-01
text

يوماً بعد يوم تتحدى المرأة العربية نفسها وتثبت كفاءتها بميادين جديدة , هاهي التونسية سوار دلهومي تدخل عالم تحكيم كرة القدم بخطى ثابتة وتقود المباريات بكل ثقة ومهارة , عشقت سوار كرة القدم منذ صغرها ، وأبحرت في متابعة تفاصيل هذه اللعبة التي تحتل المركز الأول بين جميع الألعاب الرياضية عالمياً، كانت تهرب من المدرسة لتتابع مباريات كرة القدم وكان أكثر ما يشدها ذاك الرجل ذو الملابس المختلفة الذي لا يلمس الكرة ولكنه يحدد مصير المباراة كاملة! فكيف استطاعت سوار أن تشقّ طريقها نحو ما آمنت به ؟ وكيف تحدت نفسها والمجتمع وذللت كل الصعاب؟ وماهي طموحاتها المستقبلية ؟

*- كيف بدأت مسيرتك وأصبحت حكماً في كرة القدم؟
بدأت مسيرتي في التحكيم منذ الطفولة حيث اجتزت الاختبار الكتابي للتحكيم في عمر ١٣ عاماً وبدأت التحكيم على مستوى الشبان, كنت الفتاة الوحيدة في رابطة نابل, حيث وجد الكثير من المتقدمين والقليل من التشجيع والمساعدة, واجهتني العديد من الصعوبات من الأول بسبب صغري في السن والتنقل كثيراً بين المدن من أجل إدارة المباريات لكن كل تلك الصعوبات ساهمت في تكوين شخصيتي وخلقت مني حكماً صارماً ومسؤولاً ولم يعد هناك شيء أهابه.

*- مامدى تقبل عائلتك للعمل في ميدان التحكيم؟
تقبل التحكيم فقط أمي وأبي , سانداني كثيراً لكن بقية العائلة لم يتقبلوا الأمر و انتقدوني كثيراً ,عرقلوني بكلامهم لدرجة أن أخوالي لم يعد يكلمونني وكان الجميع ينظر لي نظرة عار وازدراء كأنني أقوم بشيء مشين للأخلاق وليس التحكيم والرياضة.
الأن لي ١٠ سنوات في التحكيم ولازلت أواجه هذه المشكلة مع عائلتي, لا ألومهم على شيء لأننا مازلنا نعاني من عقلية التزمت في مجتمعنا العربي ومع ذلك سأواصل في مهنة التحكيم.

*- فما الذي جذبك لهذه المهنة؟
سر انجذبي لهذه الهواية والمهنة .. هي قصة طفولة كبيرة حيث كنت أهرب من المدرسة للذهاب إلى الملعب ومشاهدة التدريبات والكرة والميدان, لم أفهم وقتها ما معنى اللاعب والحكم, فقط أرى اللاعبين يتدربون وكنت أذهب يومياً إلى الملعب من الساعة الثامنة صباحاً وأخرج منه الساعة الخامسة عصراً, لا أتدرب لكن فقط أجلس على العشب في الملعب أشاهد التدريبات في جميع مستويات الأصناف , إلى أن عرفت عائلتي بغيابي عن المدرسة وضربوني كثيراً لمعرفة أين أذهب كل يوم لكنني لم أبح بسري الصغير , ثم دخلت المرحلة الإعدادية ودائماً يتكرر الموضوع نفسه بالتغيب عن الدراسة وأذهب إلى الملعب لكن هذة المرة أتسلق الجدران وأختبئ فوق سطح من السطوح أشاهد المباراة وانجذبت لطريقة التحكيم والجري والبطاقات الحمراء والصفراء, كانت كل مباراة أشاهدها ترسخ في ذاكرتي.
وفي يوم من الأيام عدت إلى البيت وصنعت ورقة حمراء وأخرى صفراء بالأوراق والأقلام الملونة و كنت أذهب إلى المدرسة وأنادي أصدقائي ثم أشهر لهم بطاقاتي المصنوعة من الأوراق, لم أعرف كيف السبيل للانخرط في التحكيم , لكن في إحدى المرات ذهبت إلى الملعب ورأيت الحكام وهم يدخلون لأرضيته فصرت أنادي بأعلى صوتي.. يا حكم ..يا حكم كيف أصبح حكماً ..أريد أن أصبح مثلك حكماً, فتوجه نحوي وكتب لي رقمه في ورقة وقال لي اتصلي و سأساعدك, أخذت الرقم وهرعت إلى أمي ومن بعدها اتصلنا به و ذهبت مع والدتي إلى رابطة نابل للتسجيل والانتساب ومن ذلك الوقت كانت كل مباراة أقودها كأنها عرسي..

*- كيف تتمكنين من فرض سلطتك الرياضية عند إدارتك لمباريات الرجال ؟
إذا كان الحكم متمكناً من بالقانون يفرض سلطته في المباريات سواء أكانت للرجال أو للنساء , فليس هناك فرق بين الاثنين كما أنّ قوة الشخصية عند المرأة لها جانب كبير أيضاً, وأنا بشكل عام أتعامل مع جلّ اللاعبين باحترام، وتهمني نفسية اللاعب، لذا فواجب عليّ توفير ظروف اللعب وسلامة اللاعبين، وطبعا فأنا أؤدي واجبي بكل إخلاص ومهنية , وبالنسبة لي، الحكم الناجح هو الحكم الهادئ والرزين في تعامله مع اللاعبين.

*-هل تعتقدين أنه من الجيد أن تقوم النساء بالتحكيم في مباريات كأس العالم للرجال، والعكس بالعكس؟
بالتأكيد يمكن للنساء التحكيم في كأس العالم للرجال لأنه أحياناً نقود نحن الحكمات مباريات في بطولات الهواة أصعب من مباريات كأس العالم

*- من وجهة نظرك الشخصية، ما الذي ينقص الحكمات العرب للوصول إلى المستوى الأول عالمياً؟
ينقصهن إدارة مباريات كثيرة مثل باقي حكمات العالم، وتوفير المقيّمين الذين يستطيعون تقويم أدائهن وتطوير مستواهن من خلال المتابعة وتقديم الملاحظات الجيدة، كما يجب أن يخضعن لمستوى عال من التدريب الفني والبدني مثل الحكام تماماً، وأعتقد أنه قبل كل هذا يجب أن تحب الحكمة كرة القدم وتكون جزءاً من حياتها.

*- ما هي الصعوبات التي تعترض المرأة الممارسة للتحكيم ؟
أنا مؤمنة بأن جميع المهن سواء الرياضية أو غير الرياضية تتخللها عدة صعوبات، وفي مهنتنا يجب على المرأة الحكمة تحمّل عبء التدريب والسفر والمباريات، وعبء سماع ملاحظات غير لائقة مثل القول إن كرة القدم هي لعبة رجالية ولا تخص النساء، ولكن، ومع مرور الوقت وتطور لعبة كرة القدم وتواجد فرق نسوية، أصبح الجمهور واللاعبون وكل المهتمين بكرة القدم يشجعون العنصر النسوي كحكمات في الملاعب الخضراء.

*- لو أصبحت رئيسة لاتحاد كرة القدم .. ما أول قرار تتخذينه؟
أعلن عن احتراف التحكيم وتصنيفه ضمن المهن المعترف بها دولياً

*- من يعجبك من اللاعبات أو اللاعبين الدوليين؟
دولياً ميسي وفي تونس كريم حقي والحكم الدولي الإيطالي بييرلويجي كولينا

*- هل الرياضة عقبة في طريق الفتاة بعد الزواج ؟
يمكن أن تكون الرياضة عقبة في طريق زواج المرأة إذا كانت سترتبط بشخص ليس متفهماً ولا يساندها , لأن أكثر من ٩٠٪ من الرجال العرب يعتقدون أنّ المرأة فقط وسيلة للإنجاب والطهو والتنظيف, وإذا كان الرجل متفهماً ويحب زوجته سيكون سنداً كبيراً لها في حياتها العادية والتحكيمية.

*- كيف ترين أهمية الرجل في حياة المرأة؟
الرجل مهم في حياة المرأة إذا كان يساندها على تحقيق أحلامها أما إذا كان العكس فليس له أية أهمية هو فقط يعرقل ويقف بوجه هذه الأحلام

*- هل تنتظرين رجلاً بمواصفات محددة؟
أي إمرأة لديها في عقلها رجل تتخيله في أحلامها منذ الصغر, بنسبة لي رجل أحلامي من يشجعني في شق طريقي لتحقيق أحلامي , طيب القلب , حنون ويحب الحياة, رياضي ومن محبي كرة القدم أو لاعبيها , والمهم التفاهم وتقبل التحكيم في حياتنا

*- ماهي نقطة ضعفك؟
لايوجد للضعف مكان في قاموسي, أؤمن بأن كل نقطة ضعف هي مصدر للقوة و الإلهام

*- ماتعليقك على تصنيفك أجمل حكمة عربية؟
برغم من تصنيفي حسب مواقع التواصل العالمية على أنني أجمل حكمة عربية في كرة القدم إلا أنني لا أعتبر الجمال معياراً للتألق في التحكيم

*- ماذا عن الطموحات المستقبلية؟
أن أصبح حكمة دولية وأقود مباريات في كأس العالم و أمم أفريقيا

*- البطاقة الشخصية:
الاسم: سوار دلهومي
العمر: 24 عاماً
الدراسة: طالبة في مجال الصيانات الصناعية والكهرباء
حياتك الرياضية: لعبت التكواندو وأنا في عمر ثلاثة أعوام ثم انجذبت للتحكيم في عمر 12 عاماً وحكمت وتكونت في رابطة نابل حيث أقطن مدة ستة أعوام ثم انتقلت إلى دراسة في تونس العاصمة ومنها إلى رابطة تونس للتحكيم فيها مدة أربعة أعوام ونصف
صفوان الهندي

 

 

اضافة تعليق

back-top