ميس محمد: مونديال روسيا كتب قصة حبي للإعلام الرياضي..!

بتاريخ: 2020-06-16
text

ميس محمد مذيعة سورية شابة وواحدة من الفتيات العربيات اللاتي صعدن السلم من بدايته وشققن طريقهن في مجال الإعلام بجهد ومثابرة .. تقدم النشرات الإخبارية على قناة روسيا اليوم « RT ».. حققت نجاحات جيدة على الساحة الإعلامية، تتمتع بالموهبة والجمال والثقافة والذكاء مما جذب المتابعين لها كونها تحمل مقومات المذيع الناجح. العزيمة سلاحها وكلمة مستحيل لا وجود لها في قاموسها.. نجحت في أن تحقق حلماً لطالما راودها منذ الصغر، إلى ميس اقتربنا محاولين أن نتعرف إلى جوانب أكثر من شخصيتها في هذا الحوار..

 

*- كيف تأسس الحافز لديك لتكوني مذيعة؟

منذ طفولتي كنت إنسانة فضولية جداً اسأل كثيراً وأحب التعرف على كل شيء وعندما تكون عندي معلومة أحب نقلها ومشاركتها وأن حدث أمامي موقف ما أنقله وأعلق عليه وأعطي رأيي فيه فأشعر بأن هذا الشيء هو النسخة المصغرة لمفهوم الصحافة حتى في المرحلة الابتدائية الكثير من أساتذتي ذكروني عندنا شاهدوني على الشاشة أنه عندما كانوا يسألوننا على مقاعد الدراسة أو في كتابة موضوع تعبير عن ماذا نحب أن نصبح في المستقبل لم يكن عندي إلا جواب واحد (صحافية) ثم تطورت المصطلحات التخصصية لأفكر أن أصبح مذيعة كنت أحب الشخصية الإعلامية الكرتونية (ساندي بل) وأنجذب لها ولكل شخصية إعلامية ثم تبلور هذا الأمر بتحقيق الخطوات العملية من خلال متابعة الدراسة في الفرع الأدبي ودخول كلية الإعلام.

وفي مرحلة تعليمية أكبر كنت أجلس أمام المرآة فبدل أن يكون التسميع أو الإلقاء أو الامتحان بين الأستاذ والطالب كان بالنسبة لي بين مذيع وضيف أو المذيع والجمهور حتى عندما كنت أساعد إخوتي في إعداد الطعام لهم كنت أقوم بذلك وكأن هناك كاميرا تراقبني أشرح فيها مراحل التحضير .. كل شيء كنت أقوم به أقلبه إعلام مهما كانت تفاصيله صغيرة.

 

*- ماذا عن بداياتك وأهم المحطات التي يمكن أم نتوقف عندها؟

أخذت قرار منذ دخولي السنة الأولى في الجامعة بالعمل بعد أن وجدت أنّ المنهاج نظري ولايدعم الشيء الذي أنوي فعله أو يعطيني التجربة أو يوصلني للمكان الذي أطمح له فعملت في الكثير من الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية وهذه الفترة كانت الذهبية للإعلام والصحافة في سورية لاسيما مع إفساح المجال الواسع للإعلام الخاص وإعطاء الكثير من التراخيص وهي كانت فرصة لي ولأبناء جيلي وانطلقت من قناة شام كمذيعة وبعد توقفها انتقلت لصحيفة الوطن فالتلفزيون السوري وعملت مذيعة أخبار وتقديم برامج حوارية وهو ما أعطاني خبرة ودفعاً كبيراً في هذا الميدان الذي قررت أن أنطلق فيه نحو الإعلام الدولي وهذا ماكان من خلال التواصل مع قناة روسيا اليوم والعمل معهم منذ 6 سنوات.

 

*- لماذا اتجهت نحو تقديم الأخبار والبرامج السياسية وهي التي تتطلب ثقافة ومطالعة دائمة؟

في بداياتي قدّمت البرامج الاجتماعية التي تخص حياة الناس اليومية وأعطتني متعة كبيرة لكن عندما قررت أن أختار التخصص لأنطلق منه لم يكن المجال الترفيهي في الإعلام السوري حاصلاً على حقه ولايوجد فيه الإنتاج الضخم مع بعض الاستثناءات فتوجهت نحو الاختصاص الذي يشبه شخصيتي الملتزم والجاد الذي يتطلب الجرأة والشخصية القوية ومحاورة أسماء كبيرة بضعف عمري الذي كان آنذاك 22 عاماً فهذا الشيء كان بمثابة التحدي بالنسبة لي ومسألة المطالعة والخبرة هذا جزء من عملي الذي أحبه ودفعني نحو تقديم الأخبار والبرامج السياسية..

 

*- هل تعتبرين التخصص ضرورياً للمذيعة؟

أنا مع التخصص في مجال معين حتى الوصول لمرحلة التمكن منه ومن ثم يمكن الانتقال إلى اختصاص آخر إذا كان الإعلامي يمتلك أدواته.. الكثير من مقدمي البرامج السياسية انتقلوا لتقديم برامج اجتماعية أو العكس وهذا يحسب لهم طالما حققوا نجاحاً في المجالين..

 

*- في السابق كانت هناك اختبارات عدة وصعبة لمن تريد العمل كمذيعة.. لماذا أصبح الأمر أكثر سهولة الآن؟

أوافقك الرأي تماماً.. قديماً كانت هناك اختبارات عدة لاختيار المذيعة لأنه كانت هناك شروط متكاملة ولا تنازل عن شرط على حساب أخر ..(الكاريزما – الحضور – الأداء – الثقافة... ) كانت المذيعة تخضع للكثير من الاختبارات والأسئلة .. الآن أصبح هناك الكثير من وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت أيضاً وسائل إعلام.. أي شخص لديه موبايل يمكن أن يسمي نفسه إعلامي هذا الأمر قد يكون أحياناً إيجابي لأنه يعطي الفرصة لأشخاص لم يأخذوا فرصتهم فيعبرون عن حالتهم من خلال هذه المنابر لكن في الوقت نفسه هناك أشخاص لا يستحقون مع الأسف الظهور على هذه الوسائل وهي تشكل خطراً على الإعلام وعلى الناس الذين يتواصلون معهم.

 

*- اختيار شكل الظهور على الشاشة يكون بإرادة المذيع أم وفق اختيار القناة؟

شخصية المذيع تؤثر على الشكل النهائي الذي يظهر فيه على الشاشة وكذلك خط القناة التي يعمل بها، في قناة RT لم أواجه مشكلة لأن ذوقهم يتناسب تماماً مع ذوقي في اختيار الإطلالات العصرية والطبيعية بعيداً عن التكلف والمبالغة ولدينا اختصاصيين يهتمون بنا من حيث الشعر والمكياج ونوعية الملابس ونتبادل معهم الآراء بهذا الشأن..

 

*- ما المواصفات التي يجب توافرها في مذيعة النشرة دون غيرها من المذيعات؟

التركيز الدائم على الهواء مباشرة .. المطلوب من المذيع خلال ساعات البث أن يكون حاضراً 100% في القراءة والتركيز والعواطف.. أن ينسى كل شيء يجري حوله ويقدم دائماً بنفس المستوى .. في غير برامج أو أنواع قد يكون هناك تسجيل يمكن للمذيع أن يخرج عن الخط لأنه بالأصل يحتمل الارتجال أكثر لكن في البرامج السياسية ونشرات الأخبار الخروج عن الخط يكون صعباً ويجب أن يكون ضمن شروط وذكاء ومعايير محددة كي ينجح ..

 

*- ماهو الشيء الذي يؤلمك أكثر من غيره وأنت تقدمين نشرة الأخبار؟

أي خبر يخص بلدي سورية والأن بعد أن أصبحت أماً أي خبر يخص الأطفال لاسيما في عالمنا العربي حيث أن أغلب الأخبار المتعلقة بالطفل غير مفرحة على عكس مفهوم الطفولة أو لا تحمل الكثير من الأمل غالباً للأسف ننقل أخبار المجاعات والحروب والظروف الاقتصادية السيئة والكوارث وكورونا والقائمة تطول..

 

* - كيف تحافظين على مهنيتك؟

من خلال عرض كل الأراء وإعطاء الوقت الكافي للجميع والاستماع لهم وإعطائهم الحق بتبرير وجهات نظرهم دون وجود أية أفكار مسبقة وهنا يمكن المحافظة على حد أدنى من الموضوعية التي تؤدي إلى المهنية ..

 

*- هل يمكن أن تظهري تعاطفك على الشاشة تجاه طرف في خبر من الأخبار؟

سياسياً لايمكن أن أتعاطف مع طرف ضد أخر.. لكن إنسانياً ممكن جداً إذا كان الموضوع يدور حول قضية إنسانية .. وهو مطلوب ومبرر وهذا الشيء لا يعيب الإعلامي طبعاً مع عدم المبالغة في الموضوع

 

*- شاهدنا مؤخراً أكثر من مذيعة تحاول التدخل في رأي الضيف لتفرض خطاً محدداً حتى لو كان ضد رأي الضيف.. فكيف ترين ذلك وهل يمكن أن تفعلي هذا؟

هذا الشيء غير مقبول وغير مهني وموضوعي وينفر الضيف والمشاهد..الضيف يأتي ليعبّر عن رأيه الشخصي لذلك لا يمكن أن أحاول جذبه لاتجاه معين بل له مطلق الحرية في التعبير عن رأيه كما أنّ المذيعة ليست معلمة في المدرسة وهي لا تلقي محاضرة والضيف أيضاً لا يلقي محاضرة .. المطلوب من المذيعة أن تطرح وجهة النظر الأخرى حتى تسمح للضيف بتبرير وجهة نظره ويفند النظرية الثانية أو الخط الثاني الذي لايقف معه .. بالنسبة إلى RT نحن لا نحاول التأثير على آراء ضيوفنا أثناء المقابلة ولكننا نطرح عليهم أسئلة صعبة من شأنها أن توفر رؤية أفضل حول القضايا التي تمت مناقشتها.. وهذه هي الصحافة..

 

*- أمام هموم العمل.. ماهي هواياتك واهتماماتك؟

اهتمامي الأساسي تربية ابني والتوفيق قدر المستطاع بين عملي الذي يتطلب وقتاً وجهداً كبيراً وبين مسؤولية الأمومة وبحكم إقامتي في موسكو والبعد عن الأهل والأقارب فأصبح كل وقتي مكرساً لأبني الذي يرافقني ويقف معي في أعمال المنزل والمطبخ رغم صغر سنه (سنتان ونصف) هو يخرب وأنا أرتب..

 

*- هل لك اهتمامات رياضية؟

أمارس الرياضة في النادي ..أحب المشي كثيراً وخلال فترة الحجر استبدلتها بتمارين الأيروبيك في المنزل نصف ساعة يومياً.

 

*- واللعبة التي تتابعينها؟

كرة القدم التي أحببتها كثيراً بعد استضافة روسيا للمونديال منذ عامين وكانت تجربة رائعة وشاركت في تغطية جزء من فعالياته لقناة روسيا اليوم ومن يومها أحببت الإعلام الرياضي الذي يعطي روحاً رياضية حلوة بعيداً عن السياسة وأخبارها الكئيبة لاسيما في بلادنا العربية.

 

*- إلى أين تتجه طموحاتك؟

ليس له عنوان محدد يعني لا أفكر أنني بعد فترة محددة سأحقق شيئاً ما .. كل ما أتمناه أن أبقى أستمتع بالعمل الذي اخترته عن إرادة .. الإعلام لم يكن بالنسبة لي أضواء وشهرة فقط هو جانب من عملنا لكن بشكل أساسي أتمنى أن يبقى عندي نفس الشغف والحب لهذه المهنة وأن أقدّم كل ماهو مفيد للناس كما أتمنى أن تعطيني الحياة فرصة للعمل بكل أنواع الإعلام وتقديم الشيء الأقرب بالنسبة لي وأكثر إفادة ومتعة للناس.

صفوان الهندي

 

 

اضافة تعليق

back-top