نورا الأعرج : حراسة المرمى تتطلب قوة قلب وثقة ومسؤولية كبيرة

بتاريخ: 2020-05-26
text

مشوارها وسعيها الدائم وحبها الكبير لكرة القدم، خير دليل على أن (الساحرة المستديرة) ليست حكراً على الرجال، نورا الأعرج شابة سورية رياضية واثقة بنفسها وقدراتها، في عينيها بريق التحدي وحب الحياة وروح الأمل , تشجيع من حولها جعلها تخطو متألقة في ميدان كرة القدم إلى الأمام، أعطت لرياضتها كل طاقتها فأعطتها الروح الإيجابية، تضيء كشمس متألقة بالحضور الجريء والثقافة الواسعة واللباقة الآسرة فأهم مايلفت النظر لشخصيتها هذه النعومة والخجل الشرقي الذي يلون وجهها وتلقائيتها التي تتعامل فيها مع الجميع.. في هذا الحوار تتحدث نورا عن مشوارها الرياضي بنجاحاته وتحدياته ...وإليكم التفاصيل:

*- كيف دخلت عالم كرة القدم ومتى؟
كرة القدم هوايتي منذ الطفولة كنت أمارسها مع الأطفال في الحي الذي أسكن فيه كما أنني ولدت بين عائلة رياضية ووالدتي الكابتن ايمان بكور مدربة كرة القدم معروفة لدى الأوساط الرياضية في سورية شجعتني لأصل لهذه المرحلة وبداياتي كانت في نادي حطين ومن ثم انتقلت لنادي تشرين وحالياً ألعب حارسة مرمى لفريق سيدات نادي شرطة حماه ومنتخب سورية للسيدات كما عملت لفترة في التحكيم واتبعت عدة دورات في هذا المجال بإشراف الحكم الدولي الكابتن فراس الطويل إلا أنّ انشغالي مع فريقي في منافسات الدوري جعلني أبتعد قليلاً عن التحكيم وأدرس الأن في السنة الثانية بكلية التربية الرياضية في جامعة تشرين باللاذقية.

*- بعيداً عن الأهل، كيف تعامل محيطك معك بعد أن أصبحت بحكم الواقع لاعبة كرة قدم (حارسة مرمى)؟
بداية واجهت صعوبات كثيرة من المحيط الذي أعيش فيه بحكم أننا مجتمع شرقي ولم يتقبلوا فكرة أن البنت تلعب كرة قدم.. ومع مرور الوقت تقبل الجميع الفكرة وأصبحت أتلقى تشجيعاً من زملائي في الجامعة ومن المحيطين بحياتي (الأقارب والأصدقاء)..

*- لماذا اختارت نورا حراسة المرمى بالذات.؟
اخترت حراسة المرمى كون عائلتي رياضية فوالدي ووالدتي وأخي حراس مرمى وهم الذين شجعوني على ذلك.. من جهة ثانية حراسة المرمى تتطلب قوة قلب وثقة ومسؤولية كبيرة بكل شيء وهي بعض من صفات شخصيتي.

*- بداياتك كانت في ناديي حطين وتشرين .. فلماذا انتقلت لفريق سيدات نادي شرطة حماه؟
نعم.. انطلقت من نادي حطين الذي بدأت فيه مشواري مع الكرة لكن بسبب ضعف إمكانياته وعدم القدرة على المشاركة بأية بطولة أو منافسة على الصعيد المحلي انتقلت لنادي تشرين فوجدت السيناريو نفسه فقررت التوجه نحو فريق شرطة حماه الذي احتضن الفريق وشاركنا بعدة بطولات تحت اسم نادي الشرطة.. وكوني كابتن الفريق فمن واجباتي أنّ أدعم لاعبات الفريق والمحافظة عليهن وعدم التفريط بأية واحدة منهن وتشجيعهن للمتابعة حتى تحقيق الطموحات والأماني.

*- بعد حصولك على الشهادة الأسيوية C التدريبية..ماذا تطمحين مستقبلاً ؟
حصلت على الدورة الأسيوية C للتعمق بكرة القدم أكثر والإطلاع على كل شيء يخص عالم كرة القدم وطموحي مستقبلاً افتتاح أكاديمية خاصة بإسمي لتعليم مهارات كرة القدم ومن ثم التدريب في الأندية والمنتخب.

*- ما رأيك بوجهة النظر القائلة إن كرة القدم رياضة لا تناسب الأنوثة؟
أعتقد أنها صورة نمطية تشكلت كون اللاعبة ترتدي الزي ذاته الذي يرتديه الرجل في المباراة وهذا أمر طبيعي لأن الزي هذا لا يمكن تمييز المرأة من الرجل فيه لكن هذا لا يعني أنها كرياضة تفقد المرأة أنوثتها لأنها بعد أن تنتهي من مباراتها ترتدي زي المرأة وشخصيتها لن تتأثر برياضتها إلا بالجانب الإيجابي.

*- هل تستفيدين من الرياضة في إقبالك على الحياة؟
الرياضة تجعلني إنسانة نشيطة دائماً، أصحو باكراً وأمارس الرياضات وتجعلني أيضاً اجتماعية أحب التعرف إلى الناس واللقاء بهم وتمنحني الإيجابية في حياتي بكل شيء .

*- هل شجعتك والدتك على ممارسة كرة القدم؟
دور الأسرة مهم جداً وكما ذكرت أنني ولدت ضمن عائلة رياضية محبة للرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً ووالدتي تعرف منذ طفولتي مدى حبي لرياضة كرة القدم وهي داعمة معنوية لي وأهم ما تعلمته منها أنه في الرياضة لا يوجد مستحيل أولاً، ولا يوجد شيء اسمه الوصول إلى القمة فحين الفوز بأية مباراة تقول لي إنه يجب ألا يجعلني سروري بهذا الفوز أقف عنده بل عليّ ان أثبت أنني اكبر منه والمواصلة لتطوير المستوى والوصول إلى أبعد مدى .

*- ماذا عن تجربتك مع المنتخب الوطني؟
كل لاعبة تطمح أن تمثل منتخب بلدها وتجربتي مع منتخب السيدات تجربة حلوة عشنا فيها الفرح والزعل سوا وكسبنا خبرة أكبر والشغلة المهمة أنك تلبس قميص منتخب بلدك تشعر بفخر كبير .

*- لماذا لايهتم اتحاد الكرة والأندية السورية بالكرة الأنثوية؟
قبل الأحداث التي مرت بها سورية كانت لدينا فرقاً أنثوية ودوري والأن بدأت بالعودة تدريجياً من خلال اهتمام بعض الأندية وتفعيل الكرة الأنثوية وتنظيم دوري خاص بها.

*- من هو فريقك ولاعبك المفضل محلياً ودولياً؟
فريقي المفضل محلياً تشرين وعالمياً ريال مدريد أما عن لاعبي المفضل هو الحارس الإيطالي بوفون

*- أي الفرق النسائية الأفضل في العالم؟
باريس سان جيرمان وسيدات برشلونة أما عن المنتخبات فهو منتخب أميركا

*- طبيعة إيقاعك كإنسانة؟
محبتي للخير والناس والعطاء دون حدود

*- ماهي نقطة ضعفك؟
عاطفتي الجياشة وحساسيتي الزائدة

*- ماذا علمتك الحياة؟
عدم التسرع في اتخاذ أي قرار

*- ما طموحاتك؟
الانضمام لناد عالمي لأثبت أنّ البنت السورية قادرة على أن تثبت نفسها في مجال الرياضة النسائية عالمياً ولست الأولى في هذا المجال بل لدينا الكثير من الرياضيات اللاتي تميزن قارياً وعالمياً .

*- كلمة أخيرة لمن توجهينها؟
أتوجه بالشكر لوطني الغالي لإتاحة هذه الفرص لمشاركة المرأة، والشكر لكادر نادي شرطة حماه ولوالدي ووالدتي الكابتن إيمان لدعمهما وتسخير وقتهما وتذليل كل المصاعب التي واجهتني، ولجميع أفراد عائلتي وكل من وقف معي على دعمهم وتشجيعهم.
صفوان الهندي

 

 

اضافة تعليق

back-top