هيا سليمان:الكرة ليست للرجال فقط.. ومحمد صلاح قدوتي..

بتاريخ: 2020-06-24
text

مشوارها وسعيها الدائم وحبها الكبير لكرة القدم، خير دليل على أن (الساحرة المستديرة) ليست حكراً على الرجال، فهيا سليمان تمكنت من الاحتراف خارج سورية فى سن صغيرة، حتى أصبحت أصغر لاعبة سورية تحترف كرة القدم، وتنضم إلى صفوف نادي جمعية الشباب الرياضي في طرابلس.. واثقة بنفسها وقدراتها، تشجيع من حولها جعلها تخطو متألقة إلى الأمام، أعطت لرياضتها كل طاقتها فأعطتها الروح الايجابية وهاهي اليوم في مجلس إدارة نادي الكرامة العريق..التقيناها في حوار تحدثت فيه عن حياتها، وتفاصيل رحلتها مع الكرة.. تابعوا معنا:

 

*- كيف دخلت عالم كرة القدم ومتى؟

دخلت عالم كرة القدم في الثالثة عشرة من العمر من خلال الكابتن باسم الحسن الذي اكتشف موهبتي أثناء مشاهدته لممارستي اللعبة مع أبناء الحي وكانت لديه فكرة إنشاء هذه اللعبة فجاء اقتراح تشكيل فريق أنثوي لممارسة كرة القدم وكان ذلك.

 

*- وكيف تقبل أهلك الفكرة؟

والدتي كانت بموقف المعارض إلى حد كبير أما الوالد فهو من أضاء بنا حب كرة القدم فقد تابع شقيقي اللاعب شهيد الدوري السوري يوسف سليمان منذ نعومة أظفاره وكان وراءه في كل مرحلة من مراحله الرياضية ولقيت من والدي التشجيع الكامل وحث بيّ على المثابرة ووعدني بمتابعته لي كشقيقي في حال نجاح فكرة الفريق..

 

*- هل تأثرت بأحد في حبك لكرة القدم؟

طبعاً شيء مؤكد الأثر الراسخ منذ الصغر بمحبتي للمستديرة الخضراء وعشق الكرة هو شقيقي المرحوم يوسف من خلال مسيرته الكروية ومتعة أجواء إنجازاته.. فقد كنا من العابثين لأثاث المنزل بسبب ممارسة اللعبة ضمنه منذ البداية

 

*- هل تستفيدين من الرياضة في إقبالك على الحياة؟

الشعار يتكلم عن نفسه ( الرياضة حياة ) فهي تجذب الطاقة الإيجابية التي نحتاجها لكثير من التحديات التي تواجهنا وتجعلنا أكثر نقاءً ذهنياً وجسدياً وفوائدها لا تعد إضافة الى أنها خلّاقة وخلوقة لمن يعتنقها بماهيتها الصحيحة وتبعث بنا الروح الرياضية القابلة للديناميكية والهدوء في التعامل وكأنها مدرسة تعليمية وتثقيفية يشاركها النشاط .

 

*- كيف استطعت الموازنة بين ممارستك للرياضة ودراستك؟

عندما تقبلت والدتي الفكرة والتمست تمسكي وعشقي لكرة القدم جعلتني أمام تحد هو أن التفوق بالعلم شرط أساسي لمتابعة ممارسة الكرة وكان التحدي الأول لي في بداية حياتي وعاهدت نفسي النجاح والتفوق في المجالين ، من التفاصيل في ذاك الوقت كنت أنهي واجباتي المدرسية بعد انتهاء الدوام وقبل التدريب لأثبت لنفسي أنني أستطيع ولا أقع في ظروف تجعلني قابلة لإهمال العلم فقد نشأنا على حبه وأهميته في حياتنا أما البطولات فقد كانت بعيدة بعض الشيء في تلك المرحلة .

 

*- ما رأيك بوجهة النظر قائلة إن كرة القدم رياضة لا تناسب الأنوثة؟

القائل كائناً من كان فهو شخص أعتقد أن تنشئته الاجتماعية المحدودة هي من دفعته فنحن نعيش ضمن مجتمع يسمى بالعامية (مجتمع ذكوري) يقتضي دور الرجل في كل شيء ودور الأنثى في المنزل أما الأن مع التقدم في الحضارات والتكنولوجيا فقد أصبح الفكر منفتحاً بشكل أوسع وأعم ليصل بدور الأنثى إلى أنها قادرة على فعل ما قد لا يستطيع الرجل فعله وكرة القدم كغيرها من الألعاب التي من الطبيعي أن تمارسها الأنثى ولا تتطلب منها المستحيل لتكون كرة القدم حكراً على الرجال فقط والأنثى قادرة على الاحتفاظ بمظهرها الأنثوي في أي حال..

 

*- كيف تتعاملين مع معادلة الربح والخسارة؟

النتائج تدخل بها عدة عوامل منها : التحضير الصحيح والتوفيق فالربح والخسارة معادلة متأرجحة وهي كفيّ الرياضة أتقبلها برحابة صدر لا بد من لوم الذات والوقوف عند الأخطاء في حال الخسارة ومعاودة الالتفاف حول النقاط المؤدية لها بمشاركة المدرب طبعاً وكانت الروح القتالية في الملعب تجمعنا لذلك لم تكن الخسارات حليفنا في كثير من البطولات المحلية والخارجية.

 

*- لماذا لايهتم اتحاد الكرة والأندية السورية بالكرة الأنثوية؟

سبق وكانت إحدى أسئلتك جواباً لهذا السؤال وهو وجهة النظر الخاطئة عن ممارسة الأنثى لكرة القدم وقد يكون تعويل هذا القول على نعومة التصرفات الأنثوية وكرة القدم تستدعي الخشونة والقوة البدنية التي يمتلكها الرَّجُل ، من جهة أُخرى إن وقتنا الراهن انكشف لكثير من التغييرات بجميع الجهات فأضحى الاهتمام الأول على إعادة دور الرياضة لجمع الجماهير بروح واحدة كما كان دورها قبل المؤامرة على بلدنا الحبيب سورية وإعادة البهجة للنفوس فالاهتمام منصب على إعادة توهج الأندية والفرق كما كانت بألقها السابق لجذب الجماهير كهدف اجتماعي ورياضي وسياسي وآن واحد .

 

*- لو أصبحت رئيسة لاتحاد كرة القدم .. ما أول قرار تتخذينه؟

قرار تفعيل كرة القدم الأنثوية في جميع الأندية السورية ودعمها وباقي الألعاب دعماً يُنشئ لعبة تصل للاحتراف ومنع مشاركة أي ناد في أي بطولة ما لم يكن يمتلك فريقاً أنثوياً بكرة للقدم .

 

*- وجودك في إدارة نادي الكرامة هل سيعطي ذلك دعماً للكرة الأنثوية؟

أمر مؤكد ومؤجل .. مؤكد لأن لديّ الرغبة في إنشاء فريق أنثوي يدرّس كرة القدم وليس أن يمارسها فقط ومؤجل بسبب الأوضاع الراهنة للنادي حيث أنه من أولويات الإدارة برئاسة الدكتور غسان القصيّر وباقي زملائي بأسمائهم الكبيرة حالياً الوقوف يداً بيد لإعادته (اعادة فريق رجال كرة القدم )إلى ألقه كسابق عهده بعام 2006 وعند عودته بإذن الله ستكون بداية خلق جديد لفريق أنثوي بكرة القدم يضاهي فريق رجاله ويتوعد النجوم..

 

*- هل تلقيت عروضاً احترافية مع فرق ومنتخبات خارجية؟

نعم والاحتراف لدينا يختلف ففي المرحلة التي كنت أمارس كرة القدم بها كانت الفرق الأنثوية تتجهز بعد وأي مشاركة او بطولة أقيمت كانت تعتبر إنجازاً بكرة القدم الأنثوية .. أول عقد احتراف مع نادي جمعية الشباب الرياضي في طرابلس لمدة موسمين 2007/ 2008 وكانت تجربتي الأولى والحمد لله كانت موفقة جداً أما الثانية فهي للتعاقد مع ناد للأمانة غاب عن ذهني اسمه في دولة الإمارات وأذكر أنني لم أكمل اسم الدولة حتى كان الرفض يواجهني من والديّ بمعتقدات الأهل الذين يخافون على أبنائهم وهو حق ، وتلقيت الكثير من العروض ولكن الرفض كان شديداً فكان الاحتراف بهذا الشكل أصعب لأن تجربتي الأولى كانت برفقة الاب الروحي لي ولجميع اللاعبات الكابتن باسم الحسن .

أما مشاركاتي بشكل عام كانت ببطولة العرب الأولى للكرة النسائية في مصر /الاسكندرية/ عام 2006 وكان التعريف بي حينها كأصغر لاعبة في المنتخبات وأكبرهم فناً وبكل تواضع

ثاني المشاركات في البطولة المدرسية المقامة في الأردن عام 2007 وحققنا خلالها المركز الثالث بين المنتخبات العربية وبعدها كان تكريم د. بشر الصبان محافظ دمشق لنا في تلك المرحلة تعزيز معنوي قوي للمنتخب الأنثوي لكرة القدم وحافز مؤثر..

ثالث مشاركتنا ضمن الألعاب الرياضية المدرسية العربية السابعة عشر المقامة في الأردن عام 2008 وحققنا خلالها المركز الثاني

رابع المشاركة في الألعاب الرياضية المدرسية العرببة الثامنة عشر المقامة في لبنان عام 2010

اما مشاركتنا كفريق حمص التابع لنادي الكرامة الرياضي فكانت إنجازاتنا متعددة ومتشابهة خلال الدوري فحصلنا على المركز الثاني ببطولة الجمهورية المقامة في حلب عام 2010 وخلال هذه المشاركات كنت بعقديّ إعارة لصالح نادي المحافظة في دمشق خلال اوقات متتالية كانت إنجازاتي خلالها مع فريق المحافظة ومشاركتي الأخيرة مع المنتخب كانت نهاية مسيرتي الرياضية كلاعبة فقد أصبت خلال المعسكر المغلق لمدة شهرين قبل السفر بتمزق حاد في بطن عضلة الفخذ اليمنى بسبب الجهد العالي للتدريبات بعد توقف عن التدريب لمدة 6 سنوات التي كان سببها الحرب الكونية على بلدنا الصامد وكانت نهاية مسيرتي كلاعبة.

 

*- من يعجبك من اللاعبات أو اللاعبين الدوليين؟

من اللاعبات لورا بيلوا بفريق باريس سان جرمان فلديها مهارات تفوق الوصف بمركزها الدفاع أما من اللاعبين فأجد نفسي وأعشق مركزي مركز الرأس الحربي (قلب هجوم ) باللاعب محمد صلاح الذي يلعب حالياً في فريق ليفربول وأحب الفنيات والمهارات التي يقدمها نيمار البرازيلي وميسي الأرجنتيني.

 

*- ما رسالتك كامرأة رياضية؟

رسالة ثقة إلى كل أنثى أن تثق بقدراتها وتسعى نحوها بكل ما تستطيع أما الرسالة الرياضية فأشجع كل أنثى على اعتناق الرياضة التي تحبها وتظهر نفسها بها وتبدع في مجالها وتكون خلّاقة وأن تزرع الفكر الرياضي في كل وجهات النظر التي تواجهها لنصل بدورنا إلى مجتمع متكافئ ومتساو بين المرأة والرجل وليس العكس..

 

*- وكيف وجدت العمل الإداري كعضوة مجلس إدارة نادي الكرامة؟

العمل الإداري جوهر العمل الميداني وعضوية الإدارة فخر لي كأسم أولاً وهو نادي الكرامة العريق وجعلتني أمام تحديات جديدة بمجالات جديدة لانني أستلم المكاتب : مكتب الألعاب الفرية ويضم خمس ألعاب..مكتب ألعاب الكُرات الصغيرة ويضم ثلاث ألعاب ومكتب ألعاب القوّة ويضم ثمانية ألعاب وهنا التحدي باستلام ألعاب يمارسها كأغلبية ساحقة الرجال وبإذن الله ستكون اللمسة الإبداعية إدارياً وميدانياً في كافة الألعاب التي أستلمها ورغبتي باستلام ألعاب القوّة هو تحد لإثبات ذاتي الإدارية والفنية في إبداع شيء ما استطاع إليه رَجُل..

 

*- ما مفاتيح شخصيتك؟

أصف نفسي بالسهل الممتنع.. ليس لشخصيتي أبواباً لتكن لها مفاتيح

 

*- كيف ترين أهمية الرجل في حياة المرأة؟

الرّجل سند داعم للمرأة والعكس لا أنكر أهمية وجوده ولكن لا أعتبره أساساً لنجاحها

 

*- هل تنتظرين رجلاً بمواصفات محددة؟

لا أنتظر سوى قدري المكتوب بشكل عام وخاص

 

*- ماذا عن الطموحات المستقبلية؟

طموحي الآن يدخل حيّز التنفيذ فحين أثبت قدراتي في عملي بعضوية الإدارة بالألعاب التي اخترتها فهذا إنجاز ونجاح كبير وطموح عالٍ بالنسبة لي ولتحدياتي مع نفسي وأطمح بشكل شخصي جداً أن أبدع بالمجالين الذين اخترتهما كعلم ورياضة فأريد الإبداع بهما قدر المستطاع ، كشهادة علمية أطمح أن أعمل في مجالي مجال المناهج التربوية التعليمية وكرياضة كما سبق وذكرت لك..

صفوان الهندي

 

 

اضافة تعليق

back-top