يُساعد اتباع نظام غذائي صحّي ومتوازن في التفوّق، سواء على صعيد التحصيل العلمي أو العمل، فهو يحسّن القدرات الذهنيّة ويعزّز التركيز ويقوّي الذاكرة. وفي هذا الإطار، تطلع "سيدتي" من اختصاصيّة التغذية آليسّا نخول على الأغذية، التي يرتبط بمنافعها رفع القدرة على التركيز.
يتألّف النظام الغذائي الصحّي والمتوازن، من: الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتين (السمك، بخاصّة) والزيوت الصحّية، وهو يعزّز نشاط الدماغ، ويرتبط بالقدرة التركيز. وفي هذا الإطار، تجمع مراجع علميّة عدّة على أهمّية نظام البحر الأبيض المتوسط، الذي يتضمّن الصنوف المذكورة آنفاً، مع قلّة محتواه، بالمقابل، على: السكّريات والدهون المشبّعة الضارّة. علماً أن المغالاة في استهلاك السكّريات مسؤولة عن رفع معدّل السكر بالدم، فخفضه بعد مرور وقت قصير.. وعند فقدان التوازن في معدّل السكّر بالدم سينخفض معدّل التركيز تلقائيّاً، ويشعر المرء بالجوع، ليدخل الأخير في دوّامة استهلاك كمّية غير مقبولة من الأكل! أمّا في شأن الإفراط في الوجبات الغنيّة بالدهون المشبعة، فإنّه مسؤول عن تركيز الدم في منطقة المعدة للمساعدة في الهضم، الأمر الذي يقلّل من تدفّق الدم في الدماغ، فقلّة التركيز. تشتمل عوارض قلة التركيز، على: النسيان والدوار وعدم القدرة على اتخاذ القرارات، بالإضافة إلى الشعور بالصداع وتنميل الأطراف والإرهاق والرغبة في النوم.
نظام البحر الأبيض المتوسّط الغذائي
يعجّ نظام البحر الأبيض المتوسّط الغذائي، بالفيتامينات، كالـ"أوميغا_ 3" والفيتامينات "B6" و"B9" و"B12" والفيتامين "E". وتعدّد الاختصاصيّة أهمّيتها، قائلةً إن الـ"أوميغا_ 3" تبني أغشية الخلايا في الدماغ كما تعمل على تضاد الالتهاب والأكسدة، الأمر الذي يحمي الدماغ". وتضيف أن "الفيتامين "E"، بدوره، مضاد للأكسدة، يحمي الدماغ من أي ضرر". وتتابع، قائلةً إنّ "الفيتامينات "B6" و"B9" و"B12" تفكّك الـ"أوموسيستيين" أي الحمض الأميني المؤثّر في إعلاء فرص الإصابة بفقدان الذاكرة والألزهايمر، كما هي تمدّ خلايا الدماغ بالطاقة".
لناحية المعادن، تشير الاختصاصية إلى أن "هبوط معدن الحديد في الجسم إلى ما دون معدّله الطبيعي يؤثر سلباً في التركيز، ليشكو المرء من الخمول وفقدان التركيز والاصفرار والألم الحادّ في الرأس".
أغذية مساعدة في التركيز
تعدّد الاختصاصيّة في الآتي، مجموعةً من الأطعمة والأشربة المساعدة في التركيز، وتدعو إلى دمجها بالغذاء:
• المأكولات التي تحتوي على الـ"أوميغا_ 3"، مثل: السمك صغير الحجم والمكسّرات (الجوز، مثلاً) والبذور (حبوب الشيا وبذور الكتّان...) والجوز.
• الخضروات الورقيّة ذات اللون الداكن، مثل: الكايل والسبانخ والبروكولي... فهي تحتوي على الفيتامينات "K" و"B9" والـ"بيتا كاروتين"، وكلّها يُساهم في إبطاء حالة التدهور المعرفي، كما في التركيز حسب دراسات.
• التوتيات (الكرانبِري والتوت والفراولة) الغنيّة بالـ"فلافانويد"، فهي تعزّز الذاكرة في صفوف النساء اللاتي يتناولن حصّتين منها في اليوم.
• زيت الكانولا وزيت الزيتون والمكسّرات وزبدة الفول السوداني، كلّها يحتوي على "الفيتامين "E". علماً أن الأخير يتكسّر ويخسر من خصائصه، عند تعرضه لحرارة عالية، كما في حالة الزيوت.
• المشتقّات الحيوانيّة (ما هي؟) المحتوية على الفيتامينات "B6" و"B9" و"B12".
• الشاي والقهوة الغنيّان في الكافيين، المادة التي تحقّق اليقظة. لكن، تدعو الاختصاصيّة إلى عدم الإفراط في شرب القهوة والشاي (400 ميلليليتر في اليوم، في الحدّ الأقصى)، وذلك لتجنّب الآثار الجانبيّة الناجمة عنهما.
الفطور وجبة أساسية
من السبل الآيلة إلى الحظي بتركيز عال، أثناء النشاط العقلي، تشدّد الاختصاصيّة على ضرورة تناول وجبة الفطور الصباحية، على أن تكون متوازنة، وأن تتضمّن كلّ مجموعات الأطعمة، مثل: البروتين والنشويات والدهون الجيدة والخضروات وحصّة من الفواكه. وتعدّد الاختصاصيّة، في الآتي، نموذجاً عن مكوّنات وجبة الفطور المتوازنة: حبتان من البيض المسلوق و7 حبّات من الزيتون و30 غراماً من الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة، بالإضافة إلى خيار والبندورة بكمّ مفتوح، وثمرة متوسّطة الحجم من التفّاح.
لناحية الطلّاب، فإنّ كوباً من الحليب الساخن، مضافة إليه كمّية قليلة من رقائق الفطور وثمرة صغيرة من الموز قد يفي بالغرض.
من جهة ثانية، تتوجّه الاختصاصيّة إلى الأفراد كثيري الانشغال، وتدعوهم إلى عدم تفويت الوجبة الصباحيّة بل تحضير "ساندويش" صحية قبل ليلة، وحفظه في البرّاد، أو تناول عبوة من الزبادي المنكه بالفاكهة مع رقائق الشوفان، ولو أن الخيار الأخير يحتوي على كمّية من السكّر، وبالتالي يفضّل عدم الركون إليه، بصورة يوميّة.