أمين عام اللجنة الأولمبية السورية السباح فراس معلا : سباحتنا إنجازات واعدة وأمانٍ حالمة لتجاوز الصعوبات وصولاً إلى رياضة المستويات

بتاريخ:

استطاعت سباحتنا أن تحقق بعض الإنجازات اللافتة بوصولها إلى أولمبياد البرازيل 2016 وهذا في حد ذاته إنجاز يسجل لسباحتنا القصيرة، كما أن سباحتنا الطويلة كانت لها أيضاً إنجازاتها آسيوياً وعالمياً، ورغم كل ذلك فإن ما تحقق للسباحة مازال يدخل في دائرة الإنجازات الخجولة وهذا له أسبابه وخاصة أن بعض الألعاب المائية أصبحت من الماضي ولم يعد ما يذكرنا بها إلا اسمها مثل الغطس وكرة الماء. أمين عام للجنة الأولمبية السورية فراس معلا كان صريحاً في طرحه الصعوبات التي تعرقل تقدم الألعاب المائية وتمنعها من تحقيق المنافسة عبر مشاركاتها الخارجية.

firaas

لنتابع معاً حديث معلا من خلال طرحه الشفاف والصادق للعديد من القضايا التي تهم السباحة: • كيف تقيم لعبة السباحة في المرحلة السابقة؟ •• عندما نقول لعبة السباحة فهي تشمل العديد من الألعاب (الغطس-كرة الماء والسباحتين القصيرة والطويلة). الغطس وكرة الماء لا توجد أي أنشطة تذكر سابقاً ومنذ تأسيس الاتحاد، وقد يتبادر إلى الذهن أن أولى مشاركاتنا الأولمبية كانت من خلال الغطس وأننا في كرة الماء حققنا المركز الثاني عربياً عام 1986. هذا الكلام صحيح ولكن لا يعني ذلك أننا كنا في وضع جيد سابقاً، عندما تكون لدينا قاعدة كبيرة في الغطس وأندية عديدة في كرة الماء ولدينا دوري مثل كرة القدم أو السلة أو اليد ويوجد لدينا العديد من الأبطال في الغطس على مستوى عربي على أقل تقدير أو منتخبات ناشئين وشباب ورجال في كرة الماء عندها نقول إننا بمستوى جيد… وقد يسأل البعض: لماذا لا يكون ولا نعمل الآن على ذلك؟ الجواب بسيط جداً فعدم توافر المسابح الشتوية في معظم المحافظات لا يساهم في اتساع قاعدة اللعبة وهي من أدنى المعايير لانتشار الألعاب المائية (الغطس وكرة الماء)  وهي من الأمور الأكثر أهمية. أما بالنسبة للسباحة القصيرة فلم نكن في يوم من الأيام سابقاً بمستوى منافس, صحيح أننا حققنا عدة ميداليات عربية في البطولات والدورات العربية المختلفة ولكن هذا ليس كافياً لنقول إن سباحتنا بخير. فالاعتماد على سباح أو اثنين ليس دليل تطور، وغياب المسابح الشتوية من معظم المحافظات وعدم اهتمام أغلبية الأندية بالسباحة دليل تقصير وتخلف في تلك اللعبة مع وجود الخامات القادرة على المنافسة أبعد  من المستوى العربي. وبالنسبة للسباحة الطويلة فهي ليست فخراً للسباحة السورية وحسب وإنما للرياضة السورية، وما حققته سابقا وتحققه الآن لم تحققه أي رياضة فنحن منذ زمن بعيد أبطال العرب وعندما أقيمت أول بطولة آسيوية حققنا لقبها فردياً وفرقاً ومازلنا حتى الآن، وعالميا لدينا العديد من الأبطال العالميين سابقاً وحالياً مع أن البعض يحاول أن يتجاهل أو ينكر أو يطمس تلك الحقيقة أو يمنحها لسباحين دون الآخرين لأسباب شخصية أصبحت معروفة ولكن مستقبلها لا يبشر بالخير لأسباب عديدة ذكرناها سابقاً. • لأول مرة يتأهل أبطالنا للأولمبياد ومن دون تزكية «بطاقات تأهيل» ماهو تقييمك للمشاركة..؟ •• قبل عامين عملنا بجد كي نكون ضيوف شرف عبر بطاقات تزكية  في الأولمبياد أو بطولات العالم، ووعدنا بأننا لن نشارك إلا بجدارة وتحقق ذلك في أولمبياد البرازيل (2016) عبر السباح آزاد البرازي والسباحة بيان جمعة لتكون بيان ثاني رياضيّة تتأهل بجدارة إلى الأولمبياد بعد البطلة الأولمبية غادة شعاع، والعام بعد القادم يوجد أولمبياد الشباب (بيونس آيرس 2018) سنتأهل بجدارة ولكن ذلك ليس طموحنا النهائي ,ما نطمح له أن نكون في الأدوار قبل النهائية في الأولمبيادات القادمة مع أن تلك الخطوة صعبة وبحاجة لمقومات عديدة ولكن ليست مستحيلة. • لوحظ تراجع السباح صالح محمد وكذلك بيان جمعة فما السبب؟ •• للتراجع معايير وأدلة للسبّاحة بيان أو البطل صالح, السبّاحة بيان تأهلت وبجدارة وبأرقام تأهيلية إلى الأولمبياد وهي تتطور من عام لآخر ولديها الإمكانات لتكون بين العشرة الأوائل على العالم.. إذا كان القصد عدم تحقيقها رقمها في الأولمبياد فهذا من ضمن المألوف لأن القمة كانت بالنسبة لبيان تحقيق رقم تأهيلي هذا من ناحية ومن ناحية أخرى الأولمبياد  يختلف عن أي مشاركة ولنضرب مثلا من الأولمبياد فلاعب التنس الصربي نوفاك دجوكوفيتش المصنف أولاً عالميا ولسنوات خرج من الدور الأول في الأولمبياد فهل نستطيع أن نقول إن مستواه متراجع؟؟ أما بالنسبة للبطل صالح محمد فصحيح أنه في العام الفائت لم يحقق أي إنجاز ولكن هذا شيء طبيعي، فسباح المسافات الطويلة تمر عليه بعض الظروف النفسية والاجتماعية بعد سنوات من التفوق تمنعه من تحقيقه الإنجاز ولكن يعود إلى مستواه ويحلّق من جديد وهذا ما حصل مع بطلنا صالح خلال السنة الماضية ولكن في هذا العام حقق إنجازاً آسيوياً كبيراً بتحقيقه ميدالية فضية وبرونزية في دورة الألعاب الآسيوية وبذلك يصبح أول رياضي في آسيا يشارك في أربع دورات آسيوية وبثماني ميداليات (3 ذهب-2 فضة-3 برونز) وقد يتساءل البعض: صالح كان يحقق الذهب والآن أصبح ينافس على الفضة والبرونز؟ أريد أن أقول: إن الفضة والبرونز لا تقل أهمية عن الذهب ومن يحقق هذا الكم من الميداليات بالتأكيد قادر على أن يحقق الذهب وقد ذكرت أن صالح عانى من حالات اجتماعية ونفسية العام الماضي منعته من تحقيق الإنجاز وأعتقد أن عودته لمنصات التتويج ولو بالفضة والبرونز إنجاز ودرجة ليعود للذهب من جديد. •ماهو تقييمك لمشروع أكاديمية السباحة وإلى أين وصلتم..؟ •• مشروع المركز الوطني للسباحة أفضل قرار اتخذ بتاريخ السباحة السورية وكان ذلك بدعم من المكتب التنفيذي وذلك للسير بخطا ثابتة وواثقة لبناء رياضة السباحة بشكل علمي وصحيح، وكان يجب أن تطبق تلك الفكرة منذ زمن بعيد وفي كل ناد ولكن أن تصل متأخراً خير من ألا تصل المشكلة الحقيقية في رياضتنا هي الأندية التي لا تهتم إلا بكرة القدم وحتى بكرة القدم عند قدوم اللاعب إلى المنتخب تجد البعض لا يفقه حتى أبسط الأمور الفنية، فالتدريب في معظم الأندية ضعيف وقاصر وثقافة الاحتراف مازالت معدومة.   لن أطيل في هذا الموضوع كثيراً لأن ذلك بحاجة لحوار وحده, ما أريد أن أقوله بالمختصر: إننا في المركز الوطني نقوم بعمل الأندية و دورهم ومهامهم ونحن راضون بذلك لأن غايتنا النهوض بلعبة السباحة، وهناك أندية مثل الوحدة والمجد وبردى وقاسيون تعاونوا مع المركز بشكل منتظم ، ويبقى العتب الكبير على الأندية الأخرى مثل نادي النضال الذي تجاهل قرار المكتب التنفيذي ولم يتقيد به، وفي جميع الأحوال الفكرة وحدها لا تكفي لتطوير رياضة السباحة والارتقاء بها إلى ما نصبو إليه، وإذا أخذنا دولة مثل مصر فكل ناد  لديه خمسة إلى ستة مراكز مثل المركز الوطني الذي نعمل عليه، وهذا يقودنا إلى أن الكم يخلق النوع ولكنها خطوة أولى في الطريق الصحيح والخروج من النفق المظلم الذي تعيش فيه رياضة السباحة. • وماذا عن قرار عدم تدفئة مسبح تشرين شتاءً..؟ •• ليس قراراً وإنما هي آراء كانت تدور حول هذا الموضوع بسب التكلفة الباهظة للكهرباء, لا شك فيه أن كل ما بني خلال السنتين الماضيتين من المركز الوطني لتشكيل المنتخبات الوطنية والتنظيم الذي حصل سيتعرض للخلل في حال تم أخذ مثل قرار كهذا ولكن بالمقابل ليس باليد حيلة إذا لم تكن إيرادات المسبح تغطي تكلفة الكهرباء. • وماذا عن بطاقات المشاركة في البطولات القادمة..؟ •• توجد بطولتان مهمتان خلال الأيام القادمة، بطولة آسيا في اليابان وبطولة العالم في كندا, بخصوص بطولة آسيا في اليابان كانت بفضل وتدخل من قبل رئيس اللجنة الأولمبية السورية مع مدير الاتحاد الآسيوي للسباحة بتقديم دعم للمشاركة السورية. أما بطولة العالم في كندا فقد تمت من خلال المتابعة الدقيقة مع الاتحاد الدولي وهي حق من حقوقنا.. أما تحصيل المبالغ فسيتم في كل من اليابان وكندا لتغطية تذاكر السفر، أما الإقامة فستتم التغطية من خلال اللجان المنظمة مباشرة وهي ليست صدقة تقدم من الاتحاد القاري والدولي وإنما هي حق مكتسب لجميع الاتحادات الوطنية التي تؤدي التزاماتها بشكل جيد، ذلك الدعم لم يكن عن طريق استعراض عضلات بالمعارف والعلاقات الشخصية وإنما حسب مطالبات بطرق أخلاقية ونظامية. •  وماذا عن علاقتكم مع رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي..؟ •• من خلال علاقاتنا ووجودنا الدائم كلجنة أولمبية سورية في جميع المحافل القارية اكتسبنا علاقة صداقة وإخوة مع رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي وهي لا تخصني وحدي فعلاقة رئيس اللجنة الأولمبية السورية وفرض احترامه على جميع اللجان الأولمبية الآسيوية زادت من تلك العلاقة المميزة ما أدى إلى تأمين أكثر من فرصة لمصلحة الرياضة السورية. • هل من جديد بشأن  تقديم منح أولمبية لأبطال الرياضة السورية..؟ •• المنح الأولمبية تقدم قبل سنتين من إقامة الدورات الأولمبية وهي ليست في جيب المسؤولين باللجنة الأولمبية الدولية يقدمونها لمن يشاؤون ويحجبونها عمن يريدون.. بالمختصر, إنها نظم وقوانين يجب أن تخضع لها اللجان الأولمبية تقدم لهم نتيجة مطالبات ومتابعات دقيقة وطبعا تقدم لمن لديهم إنجازات مقبولة تمكنهم من التأهل للألعاب الأولمبية. • كيف تقيم علاقة اتحاد السباحة مع القيادة الرياضية..؟ •• علاقات احترام متبادل ويظهر ذلك جليا من خلال النتائج التي يحققها اتحاد السباحة وأعتقد أنها لو لم تكن جيدة لكانت أثرت سلبا في أداء عمل الاتحاد ولا أعتقد أن القيادة الرياضية تحاول أن تكون علاقاتها غير أخوية مع مؤسساتها الرياضية لكون الجميع مصلحته منصبة لخدمة رياضة الوطن. • البعض يتهمك بأنك تتدخل باتحاد الكرة فما هو ردك..؟ •• البعض يجهل ماهية العلاقة بين اللجنة الأولمبية واتحادات الألعاب فمثل أولئك نعذرهم ونعلمهم ولا مشكلة لدينا معهم، أما البعض الآخر فهو جاهل ويصر على جهله ليتحول إلى غباء، وهؤلاء لا مكان لهم عندنا، ولست مضطراً لتبرير تصرفاتي لهم ومنهم يعلم ويصر على إخفاء الحقيقة كذلك الوضع، نلتقي نحن وإياهم في أي نقطة وفاق ولا  نبرر تصرفاتهم. اللجنة الأولمبية هي أعلى سلطة رياضة في جميع دول العالم من حقها التشاور والتنسيق والعمل المشترك مع جميع الاتحادات الوطنية بحكم القانون وبحكم النظم الأولمبية فأنا بصفتي أمين عام اللجنة الأولمبية السورية ولكوني صديقاً وأخاً لرئيس اتحاد كرة القدم صلاح رمضان ولا أريد سوى مصلحة الرياضة ومن واجبه ومن واجبي الأخلاقي والرياضي والوطني تقديم المشورة له ولغيره. • وكيف تقيم الرياضة السورية مستقبلاً..؟ •• هناك اختلاف كامل بين العمل في ظرف مثالي والظرف الذي يعيش فيه بلدنا، فهو ظرف استثنائي ولا نعرف إلى متى لكن من يسوّق أن الرياضة لم تتأثر بالأزمة فهو يضحك على نفسه قبل أن يحاول خداع الآخرين فهجرة العديد من الكوادر واللاعبين والمدربين وغيرهم وخفض الإنفاق المالي وعدم الموافقة على منح تأشيرات الخروج للمشاركات الخارجية من قبل العديد من الدول العربية والعالمية كلها عوامل أثرت بشكل مباشر سلبا في  تحضيرات اللاعبين للاستحقاقات الهامة أما إني غير متفائل فهذا الكلام غير دقيق فعندما يصاب الشخص بالإحباط والنظرة السوداوية عليه أن يترك الدور لغيره ليعمل. • وماهي الخطط المستقبلية للسباحة السورية..؟ •• السباحة السورية مازالت في نفق مظلم لعدم وجود الاهتمام الكافي بها من خلال الرياضة المدرسية والأندية ومن هنا تأتي الصعوبات، فاتحاد السباحة يقوم حالياً بثلاثة أدوار أولها دور المراكز التدريبية وثانيها الأندية، ومن خلال افتتاح مراكز تدريبية في دمشق نحاول تعميم هذه التجربة على المحافظات، إضافة إلى دورنا في الاهتمام بالمنتخبات الوطنية وهذا يتطلب كوادر فنية كبيرة وعالية المستوى وهذا ما تفتقده السباحة، إضافة إلى معضلة عدم وجود المسابح المغلقة في معظم المحافظات، ولا يعني إنجازاً تحقق سابقاً أو حالياً أو لاحقاً لنحكم أن السباحة السورية بخير، عندما نستطيع أن ننافس عالميا في السباحة القصيرة أو الآسيوية عندها نستطيع أن نقول إن سباحتنا بخير وحتى على المستوى العربي، فوجود سباح أو سباحين كل عشر سنوات لا يعني أننا بخير ومن هنا قلت إننا مازلنا في نفق مظلم ولدينا العمل الكثير للخروج من هذا النفق، إضافة لقصورنا الفكري وعدم وضوح استراتيجية عند جميع الأندية بالرياضة بشكل عام وليس فقط السباحة.. أعود وأؤكد أن المركز الوطني الذي افتتح منذ عامين خطوة صحيحة للارتقاء بالسباحة السورية • علمنا أنك تحضر لمفاجأة تتعلق بمحاولة جديدة للسباحة الطويلة ما صحة ذلك..؟ •• هذا صحيح، ودائما أسعى للتفوق ولتحقيق الإنجازات الجديدة وسأعلن عنها في الوقت المناسب. ميادة مخيبر

 

اضافة تعليق

back-top