المدرب التونسي لطفي السليمي: اللاعب العربي فنان وموهوب وهذا مايميزه عن اللاعب الأوروبي وعمر السومة أفضل مهاجم

بتاريخ: 2020-05-15
text

يفخر لطفي السليمي النجم السابق لكرة القدم التونسية بكل محطات مسيرته إلا أنه يعتز ويفتخر برحلة عمله مدرباً في عدد من الدول العربية مع أندية الدرجة الأولى إضافة إلى تجربته الاحترافية في الدوري البلجيكي لمدة ٤ سنوات حيث يعتبر واحداً من أبرز الأسماء التي فرضت نفسها بقوة في رحلة تدريب كرة القدم خلال السنوات الأخيرة.
حاورنا لطفي السليمي عن مسيرته التدريبية وطموحاته وواقع الكرة العربية وعن إمكانية تواجد مدربين عرب في أوروبا في المستقبل إضافة إلى العديد من المواضيع الأخرى التي شكّلت اركان هذا الحوار:

*- كيف بدأت مسيرتك الرياضية حتى وصلت إلى عالم الاحتراف في تدريب كرة القدم؟
بدأت لاعباً بالنادي الإفريقي التونسي وحققت معه العديد من الإنجازات وتدربت تحت قيادة العديدة من المدربين من مدراس مختلفة تونسية وأوروبية ولي تجربة احترافية في الدوري البلجيكي لمدة ٤ سنوات ..
وفي التدريب انطلقت من تونس مع نجم حلق الوادي والكرم لأبدأ بعدها رحلة تدريبية مهمة عبر العديد من الدوريات العربية من ليبيا إلى السودان ومنها إلى البحرين فالسعودية وكذلك في الدوري الممتاز التونسي..

*- فما هي الأندية العربية التي قمت بتدريبها؟
الحزم والشعلة وهجر (السعودية) - الحالة (البحرين) - الترسانة والشط (ليبيا) - أهلي الخرطوم والخرطوم الوطني والأهلي شندي الذي عرف معه المشاركات الخارجية (السودان) وفي الدوري التونسي الممتاز دربت الموسم الماضي نادي مستقبل قابس ونادي حمام الأنف وتكويني التدريبي كان خصوصاً في تونس وفرنسا وبلجيكا.

*- أي مدرسة تتبع في التدريب، ومن هو المدرب الذي ألهمك وتقوم بإتباع مدرسته في عالم التدريب؟
العديد من المدربين تأثرت بهم سواء من دربني عندما كنت لاعباً مثل يوسف الزواوي من تونس وبرنار بلاوط من بولندا وأيضاً الروماني رادولسكو والفرنسي جون سيرافان كما اتبعت العديد من الدورات الخارجية وورشات العمل في فرنسا وايطاليا وخلال إقامتي في مرسيليا ومونبولي فتحت قنوات جديدة وتأثيرات متعددة جعلتني أكثر فطنة واهتماماً لكل التوجهات الفنية وخصوصاً الجديدة منها والناجحة.
وأنا أعتبر الألماني يورغن كلوب والإيطالي كابيلو مدارس تدريبية عريقة لها وزنها في توجهي الشخصي..هو خليط اللعب الهجومي والانضباط التكتيكي وأهمية ايجاد التوازن بين الاثنين تحد في حد ذاته.. المدرب بشكل عام يحاول دائماً أن يتأقلم مع نوعية اللاعبين الموجودين عنده وللأسف نحن لسنا في أوروبا كي نقوم بما يفعله جوارديولا أو كلوب أو غيره حين يختار اللاعبين بعقود خيالية ولفترة تسمح له ببناء فريق وأسلوب لعب نحن نتعامل مع واقعنا وظروفنا وهذا مهم جداً كما أننا لا نملك نفس الإمكانيات ولا نفس العمل القاعدي..

*- كيف ترى الكرة التونسية المحلية؟ وهل يمكن أن نعتبرها مع الكرة المصرية أنهما الأفضل على المستوى الإفريقي وسط تراجع باقي المنتخبات العربية الأخرى؟
الدوري التونسي عاش العديد من الصعوبات نظراً للتطورات السياسية والاجتماعية التي عاشتها تونس في السنوات الأخيرة ورغم كل هذا تمكنت الأندية التونسية من الحفاظ على تألقها على المستوى الإفريقي والعربي وهذا يكشف أنه رغم الصعوبات تمكن اتحاد الكرة بمتابعة العمل والإشراف وإدارات الأندية من الحفاظ على جدية المسابقة رغم أن البنية التحتية ليست على أحسن حال وأعتبر شخصياً أننا كنّا نطمح في تونس لتحسين الأمور وتطوير اللعبة للوصول بها لاحترافية مثلى لكن عموماً ونظراً لما عاشته تونس منذ الثورة إلى الآن لا يمكن بالمطالبة بأكثر من هذا..

*- تعددت الفرق العربية التي قمت بتدريبها فكيف تقيّم تجربتك معها؟
عشت العديد من التجارب في البحرين والسعودية والسودان وليبيا وتونس ..وعشت عن قرب خصوصيات كل دوري ..الأمور تختلف تماماً من بلد لآخر رغم أن الموهبة متوفرة في كل بلد.. قد تكون مدارس التكوين والأكاديمية والعمل على مستوى الفئات السنية أكثر تطوراً في تونس ومصر والمغرب والجزائر مقارنة بدول الخليج العربي لكن هذا لا ينسينا العديد من المباريات الرائعة في العديد من الدوريات العربية وخاصة الخليجية وأعرف أنّ المنافسة قوية جداً في الأردن والعراق وسورية وأنه بعض المباريات تصل إلى مستوى فني جيد وتنافسي كبير.

*- كيف ترى وجود المدرب العربي في الكرة العربية؟
سعيد جداً بتعدد التجارب التي خضتها في السعودية والبحرين فهذا يسهل كثيراً التأقلم والتواصل مع اللاعبين والإدارة.. المدرب العربي يمتلك من الكفاءة ما يسمح بتحقيق العديد من النجاحات.. تبقى المشكلة وللأسف أنّ المدرب الأوربي يحظى بفترة صبر وتريث أكبر من المدرب العربي وهذا غير مفهوم لكني أعرف كذلك أن الضغط الخارجي له تأثيره في استمرارية هذا أو ذاك وهذا فرق كبير مع تعامل الأندية الأوروبية.. وأنا متأكد أننا سنصل يوماً ما إلى هذا الاستقرار والبرمجة في أندية الدوريات العربية.

*- من أفضل مدرب عربي في الوقت الحالي من وجهة نظرك؟
المصري حسن شحاتة من أكثر المدربين العرب نجاحاً ونملك في تونس العديد من الأسماء التي لها وزناً في الدوريات الخليجية ومازالت قادرة على ترك بصمة كبيرة في هذا المجال مثل: نبيل معلول ، سامي الطرابلسي ، فتحي جبال ، شهاب الليلي كفاءات تونسية نجحت في دوريات صعبة مثل الأردن وقطر والسعودية كذلك الكابتن سمير شمام في الدوري البحريني وتسلم مقاليد المنتخب الأولمبي البحريني مثل نبيل معلول مع منتخب الكويت وسورية حالياً وهذا يعطي اشارة للثقة وسمعة المدرب التونسي في الأوساط العربية.

*- ما الفرق بين اللاعب العربي واللاعب الأوروبي بالنسبة لك كمدرب ؟
اللاعب العربي عموماً والخليجي خصوصاً فنان وموهوب ..المشكلة الوحيدة حسب رأيي ربما أنه ضعف التكوين والتدريبات في الفئات يؤثر على مستواه فيما بعد مقارنة بما يعرفه اللاعب في بلدان أوروبية بشكل أوضح لو يمارس اللاعب العربي نفس مكونات وأصول مراحل التدريب التي يتبعها اللاعب الأوروبي كلها فهو قادر أن يصل إلى مستوى أحسن بكثير مما عليه الآن رغم أن ما يقدمه حالياً يعتبر جيد جداً نظراً لكل هذه المعطيات..

*- هل يوجد لاعبون عرب قادرون على اللعب في أوروبا؟
أعتبر أنّ اللاعب العربي يحتاج للمنافسة الدائمة واللعب في دوريات قوية ذات ضغط مستمر لكي يتطور أكثر وبرأيي المهاجم السوري عمر السومة يمتلك خصوصيات فنية وبدنية ونضج تكتيكي كبير ويعتبر من أحسن المهاجمين العرب وقد يكون له حضور وتألق مغاير وأكبر لو لعب في دوري أوروبي.
باختصار هناك عدة لاعبين قادرين، ليس فقط على اللعب في دوريات أوروبا، بل التألق فيها، هم يملكون الجانب الفني والمهاري والسرعة، وكل مقومات اللاعب الناجح، ولو أتيحت لهم الفرصة لكان لهم شأن أخر.

*- ما طموحاتك القادمة في عالم التدريب؟
ككل مدرب محترف أتعامل مع كل تجربة جديدة وكأنها فرصة لتحقيق إنجاز أكبر ولمحاولة الوصول مع النادي واللاعبين إلى الأهداف التى نرسمها مع بعض في بداية الموسم..حسب الظروف والأوضاع والإمكانيات المتوفرة لنا .
كل الشكر لكم على هذه المساحة التي سمحتم لي فيها للتحاور معكم وشكراً لصحيفتكم على الاهتمام الكبير بالكرة العربية وعلى الضوء الذي تحاولون توجيهه لنا (مدربون- لاعبون - مسؤولون) في الوطن العربي وأتمنى من الله أن يحفظنا جميعاً من هذا الوباء وأن يحمينا وأحبتنا في جميع ربوع الوطن العربي.
صفوان الهندي

 

 

اضافة تعليق

back-top