غادة شعاع .. حاملة ذهبية أتلانتا التاريخية..هل يتكرر الإنجاز الأولمبي في طوكيو 2021..؟!

بتاريخ: 2021-06-26
text

دخلت غادة شعاع السجل الأولمبي من أوسع أبوابه بفوزها بالميدالية الذهبية في أولمبياد أتلانتا / أمريكا عام 1996 ليرتفع علم سورية خفاقاَ ومعه يعزف نشيدها الوطني صداحاً لأول مرة في الدورات الأولمبية متفوقة على البيلاروسية “ناتاليا سازانوفيتش” صاحبة المركز الثاني والبريطانية “دينيس لويس” صاحبة المركز الثالث، فيما حملت غادة الذهب التاريخي بإنجاز غير مسبوق، كانت فيه أول سورية تحصد ذهبية دورة الألعاب الأولمبية ولم يتمكن أحد من الوصول لإنجاز مماثل حتى الآن في سورية , وحتى تاريخه هناك إجماع على أن حاملة ذهبية المسابقة السباعية في بطولة العالم 95 وأولمبياد أتلانتا 96 وبرونزية بطولة العالم 99 هي نجمة الرياضة السورية وأفضل الرياضيين السوريين على الإطلاق.
وغادة شعاع (49 عاماً و187 سم) ولدت في 10 أيلول 1972 في مدينة محردة بريف وترعرت في كنف أسرة متواضعة كادحة ومنذ صغرها أظهرت موهبة فطرية خلال ممارستها لكرة السلة في مدرستها وفي النادي الذي يحمل اسم مدينتها, و مارست عدة ألعاب في نادي محردة كان أبرزها ألعاب القوى وكرة السلة .
أظهرت موهبة فطرية في مسابقات جري الضاحية وألعاب القوى في بطولات الطلائع المدرسية إلى جانب تفوقها بكرة السلة مع فريق نادي محردة ومنتخب محافظة حماه وأضحت خلال سنوات قليلة من أبرز لاعبات سورية في ألعاب القوى وكرة السلة.
كان فوز غادة شعاع بالميدالية الذهبية في ألعاب القوى بمسابقة سباعي السيدات في أولمبياد أتلانتا/ أمريكا عام 1996 تتويجاً لمسيرة حافلة لبطلة تملك كل إمكانيات التفوق والتألق وحققت خلال مسيرتها الرياضية عدداً من الإنجازات غير المسبوقة عربياً وآسيوياً وعالمياً.
وتزداد أهمية هذه الميدالية الذهبية أنها كانت في مسابقة مركبة هي سباعي السيدات والتي تضم عملياً سبع مسابقات تجري معاً خلال يومين ناقلة بهذا الإنجاز المبهر , الرياضة السورية إلى الواجهة العالمية , ولتفجر في ربوع وطننا بهجة عارمة وفرحة غامرة قلَّ مثيلها ويُسجل للبطلة غادة شعاع أيضاً بصماتها القوية على صعيد السلة السورية الأنثوية وتألقها مع منتخب سورية الوطني بإحرازها الميدالية الفضية في البطولة العربية الرابعة للسيدات بدمشق عام 1989 والميدالية البرونزية في الدورة الرياضية العربية السابعة بدمشق عام 1992 والميدالية البرونزية مع نادي الثورة في بطولة الأندية العربية الأولى للسيدات في عمان عام 1990 .
ناهيك عن أنها قد فازت بأربع ميداليات في الدورة الرياضية العربية السابعة بدمشق في ألعاب القوى وهي ذهبيتا الوثب الطويل ورمي الرمح وفضيتا الوثب العالي و 4×100 م جري تتابع وكذلك فوزها بأربع ميداليات في الدورة الرياضية العربية التاسعة في عمان عام 1999 وهي ذهبيتا رمي الرمح والوثب العالي وفضيتا دفع الكرة الحديدية والوثب العالي .
والجدير بالذكر أنَّ غادة شعاع ومع إحرازها الميدالية الذهبية في أولمبياد أتلانتا/ أمريكا جمعت في مسابقة سباعي السيدات 6780 نقطة وسجلت الأرقام التالية :
( 100م حواجز 13,72 ثا ، الوثب العالي 1,86 م ، الكرة الحديدية 15,95 م ، 200 م جري 23,85 ثا ، الوثب الطويل 6,26 م ، رمي الرمح 55,70 م ، 800 م جري 2,15,43 د ).

6 لاعبين في طوكيو 2021
تشارك سورية في دورة الألعاب الأولمبية – طوكيو 2021 التي تنطلق في الثالث والعشرين من الشهر القادم بستة لاعبين حيث تأهل أربعة من اللاعبين الستة بعد أن حققوا الأرقام المطلوبة وهم لاعبة كرة الطاولة هند ظاظا بعد نيلها ذهبية بطولة غرب آسيا عام 2019 ومجد الدين غزال بألعاب القوى "الوثب العالي" بحلوله في المركز السادس وفق التصنيف العالمي والفارس أحمد حمشو حيث تصدرت سورية من خلاله الترتيب العام لدول المجموعة السابعة ضمن مجموعات الاتحاد الدولي للفروسية والتي تضم الدول العربية وجنوب أفريقيا والرباع معن أسعد في وزن +125 كغ الذي أحرز ثلاث ميداليات فضية في بطولة آسيا لرفع الأثقال التي جرت في أوزبكستان مؤخراً بينما يشارك اللاعبان السباح أيمن كلزية في سباق 200 م فراشة ومحمد ماسو في الترياتلون بناء على اختيارهما من الاتحادين الدوليين للعبتين.
لا شك أنّ تأهل سورية لهذا الحدث الرياضي الهام رغم كل الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد لم يكن وليد اللحظة أو جديداً عليها , فسورية كانت دائماً سباقة للتأهل لهذا الأولمبياد منذ ولادته , كما أنه لم يأت من فراغ وإنما جاء نتيجة حية وطبيعية لشعور أبطال سورية بالمسؤولية تجاه أنفسهم والوطن وسعيهم الجاد عبر تدريباتهم المكثفة لنيل شرف هذا التأهل إيماناً منهم بضرورة المشاركة ورفع علم بلادهم عالياً ليؤكدوا للعالم بأسره في أكبر تجمع رياضي أن سورية قادرة على تخطي جميع الصعاب وتبوء أفضل المواقع الرياضية .‏

ولادة من قلب المعاناة
أما الملفت في تأهل اللاعبين , ولادته من قلب المعاناة حيث جاء رغم كل الضغوطات المادية منها والنفسية واقتصار تحضيراتهم على المعسكرات الداخلية في معظمه ما يجعله يتفرد عن الأعوام السابقة بقدر أكبر من الشعور بالمسؤولية والمثابرة , وتصميم أقوى على أن تبقى سورية في موقعها الريادي على الخارطة العالمية رغم كل شيء , وهذا ما قرأناه في عيون الأبطال المتأهلين ولمسناه في أحاديثهم واجتهادهم ومشاعرهم وسعيهم الدؤوب ليبقى علم الوطن مرفوعاً على الدوام .‏
نعم.. ستة من أبطال سورية حتى الآن سيمثلون بلدهم في أكبر محفل عالمي ولا شك أنهم سيبذلون قصارى جهدهم ليعتلوا منصات التتويج وتبقى سورية قبلة العالم ومهد الحضارات وعنوان الشموخ .‏
صفوان الهندي

 

 

اضافة تعليق

back-top